كم أنتم محظوظون بأنكم سعوديون!! هذا ماقاله جوزيف لي عندما كان راقداً في المستشفى للعلاج. جوزيف مواطن أمريكي متقاعد يعيش وحيداً قضى عمرة عسكرياً في الجيش، وهو الآن يستقبل الطلبة الدوليين للعيش معاه في منزله. عند وصولي الولاياتالمتحدةالأمريكية كنت أتصفح المواقع الخاصة بالسكن في مدينتي التي أنوي الدراسة فيها، وقعت عيناي بالصدفة على إعلان مكتوب من قبل شخص يحمل نفس اسمي ولكن ينطق جوزيف بالإنجليزية . تواصلت معاه ورحب بي وطلب أن أقوم بمعاينة المكان وهو الأمر المتبع في مثل هذه الحالات. في أول لقاء أحسست براحة في قلبي بسبب حسن تعامله. مع مرور الأيام والشهور بدأ جوزيف تدريجياً بتعلم الأشياء التي كان يجهلها عن وطننا الغالي وتبدلت الصورة غير الحقيقية التي رسمتها بعض القنوات الإعلامية عن مملكتنا الحبيبة. كل يوم يمضي يقول لي مبتسماً كم أنا مسرور بأني التقيت بكم قبل أن أفارق الحياة. أنتم شعب طيب وكريم ومتسامح. لم أعلم أن هذه الأخلاق العالية التي لم أرها ولم أسمع بها من قبل يتصف بها المواطن السعودي. بدأ جوزيف يذهب في كل إجازة أسبوعية للعب كرة السلة المفضلة لدية مع المبتعثين السعوديين. كان جوزيف يشعر بالوحدة لأنه يسكن بعيداً عن أهله وأصدقائه. كان السعوديون خير معين لجوزيف، فبعثوا في قلبه الطمأنينة والمرح وأرجعوا إليه أيام شبابه ونشاطه وحيويته. ذات يوم أصيب جوزيف بوعكة صحية ألزمته السرير في المستشفى لمدة أربعة أيام. في أول يوم له في المستشفى أتى لزيارته عدد من المبتعثين الذين كانوا يلعبون كرة السلة معه. دمعت عيناه عندما رآهم وقال لهم أنتم أهلي!!! أنتم شعب عظيم وأشكر وطنكم وحكومتكم بإرسالكم للخارج لكي تتغير صورتكم التي مع الأسف تم تشويهها من بعض القنوات الإعلامية. اجتهدوا وكافحوا ولاتيأسوا فالعيش والدراسة في بلد يختلف كلياً عن بلدكم ليس بالأمر السهل، ولكن بإصراركم ستحققون ماتطمحون إليه .. بهذه الكلمات اختتم جوزيف رسالته للمبتعثين في مدينة بوسطن الأمريكية.