في الوقت الذي نشعر فيه بأننا في فوضى كبيرة، وبأننا نبالغ في ردود أفعالنا، وأن تركيزنا انكمش وأن الأمور الصغيرة تحولنا إلى جمرة قابلة للاشتعال. الوقت الذي يحرمنا أن نرى الأشياء الجميلة التي نملكها، ونميل إلى الشعور بالاختناق وأبسط موقف قد يثير شهيتنا للبكاء. وفي الوقت الذي نستمع فيه لأجمل النصائح وكأنها سياط تؤلمنا لأننا نربطها بعدم فهم الآخرين لمشاعرنا. وعندما نجد بأننا رغم ذلك التشتت النفسي نسرف في العمل لقتل تلك الأحاسيس التي نسقطها عمداً في قاع أرواحنا. في هذا الوقت بالذات يجب أن ندرك بأننا نقوم بإيذاء أنفسنا أكثر،لأننا بهذا التجاهل نتجنب أهم قرار (مع أنفسنا).. القرار الذي يجب أن نخبر به من نحب وهو حاجتنا للتوقف والعودة لذواتنا لأننا سنكون بحاجة لتنقية قلوبنا وفتح جراحنا وتضميدها، بدلاً من تعليقها على جدار الزمن والسماح لها بقتل كل ما هو مهم وجميل في حياتنا. والمسار يجب أن يكون باتجاه التفرغ للنفس والحديث معها وأيضاً مع شخص نثق به… شخص من أهم مواصفاته الإنصات الجيد وعدم إصدار الأحكام، فمهما بلغنا من الذكاء والنضج لا يمكن أن يكون قيامنا بالأمور صائباً في معظم الأوقات، وانعزالنا عن الآخرين حينها لن يكون وسيلة للتصالح مع الذات كما يظن بعضهم، فأولئك الأشخاص الذين يكون لديهم عادة ما يقولونه لتصحيح أفكارنا، سيكون لهم دور في تصفية تلك الفوضى، وتركيز وعينا نحو الخروج من دائرة مشاعرنا السلبية.