قال عضو المجلس البلدي السابق في منطقة حائل، هتاش الهمزاني «لو كانت الوزارة ترغب في تفعيل قرارات المجالس البلدية لفعَّلتها في ظرف 24 ساعة، وعليها أن تفعِّل النظام الذي أقرته اللجان منذ أكثر من خمس سنوات، وإذا كانت الدولة تريد فعلاً القضاء على الفساد يجب عليها أن تدعم توجهات المجالس البلدية، ومهما حملت قرارات المجالس البلدية من سلبيات، فإنها أفضل من إيجابيات الأمانات والبلديات مائة مرة، ولذلك يجب على الدولة تفعيل دور المجالس البلدية وتفعيل قراراتها، مطالباً بوجود سلطة تنفيذية تتولى تنفيذ قرارات المجالس البلدية دون تعطيل، وأن يكون قرار المجالس البلدية نافذاً على الأمناء ورؤساء البلديات. وأضاف الهمزاني أن المجالس البلدية لم تصل للحد المأمول، وأن التجربة التي خاضها في بلدي حائل أوصل من خلالها رسالة لجميع أعضاء المجالس البلدية، وتتلخص كما قال في أن الأمانة التي أوكلت لهم من قبل المواطنين الذين انتخبوهم تحتاج لصيانتها وحملها بكل أمانة وحس ومسؤولية. وعن العقبات التي تعيق عمل المجالس البلدية، أضاف الهمزاني، أن وزارة البلديات والشؤون القروية تدير ظهرها للمجالس البلدية، ولا تهتم بتفعيل دورهم وقراراتهم، وهي بالتالي تتحمل الجزء الأكبر من فشل هذه المجالس وعدم تحقيقها الهدف المنشود الذي أُنشئت من أجله. وبين أن على أعضاء المجالس البلدية الانفتاح على الإعلام، والتعامل معه بجدية وشفافية، خاصة في الوقت الحاضر؛ حيث أصبح الإعلام المحرك الأكبر لجميع القضايا، كونه ينقل هموم المواطنين إلى المسؤولين. وأكد الهمزاني أن أي تجربة في العالم لا تلد مكتملة وناجحة، فعديد من التجارب، سواء الديمقراطية، أو ما شابهها، تصطدم بعوائق قد تفشلها في بدايتها، ومع الإصرار والاجتهاد في التطوير والاستفادة من الأخطاء تنجح التجارب وتؤتي أكلها، وأن التجربة تحتاج إلى سنوات، وتحتاج أيضاً للاستمرار، وبالنسبة لنا في المملكة فتجربة المجالس البلدية، رغم حداثة سنها، ورغم أننا ننتمي إلى مجتمع قبلي، إلا أننا نؤمل فيها كل خير، وأهم عوامل نجاح المجالس البلدية هي تجانس الأعضاء وتكاتفهم وتجاوزهم للمصالح الخاصة والمحسوبيات، واعتبار همهم الأول بناء الوطن للأجيال المقبلة. وأضاف أن المجالس لم تحقق نصف الأهداف التي أُسست من أجلها، ومازالت عديد من اللوائح والمقترحات والأنظمة معطلة، وحبيسة الأدراج. وحمل الهمزاني على المجالس الحالية قائلاً إنها مجالس غير متجانسة، ولا تعمل وفق اللوائح التي أصدرتها الوزارة، وقلما نجد مجلساً تتفق رؤاه مع رؤى رئيسه، ولا تتفق أيضاً مع رؤى الأمانات والبلديات، وهذه أهم أسباب الفشل. وربط الهمزاني النضج الفكري للأعضاء وتفعيل قراراتهم وتعاون الأقسام معهم وحدد عدة عوامل جميعها تصب في عدم نجاح المجالس وقيامها بدورها، وأهم تلك العوامل هي تعطيل اللائحة، وعدم تنفيذ فقراتها، وعدم تعاون الأمانات والبلديات مع المجالس البلدية، إضافة إلى عدم تجانس الأعضاء وتفاوت مستوياتهم الفكرية، إضافة إلى طريقة دراسة المشاريع، وطريقة عرضها. ولخص الصفات الواجب توافرها في عضو المجلس البلدي الناجح ب «الأمانة، والإخلاص، والجرأة، والمواطنة».