المثل الشعبي الدارج يقول «جا يكحلها عماها» هذا المثل ينطبق بالتمام والكمال على بيان وزارة النقل الأخير، حيث أعلنت أن سبب الانهيار المفاجئ لجزء من معبر الإبل الواقع على طريق « الدمام – الرياض» منتصف الشهر الماضي «ناتج عن إهمال في الصيانة، مما أدى إلى وجود صدأ هاجم الحديد والخرسانة»، وكان يمكن أن يصل الوضع إلى مرحلة الكارثة، لولا لطف الله، وسفكت الدماء، وخسرنا الأرواح، والممتلكات، نتيجة إهمال.. عجبي: إذا أين الإجراءات الاحترازية؟ أين المتابعة؟ أين مهندسو الوزارة، وجهازها الفني؟ انهيار معبر يعلو طريقا سريعا يربط الوسطى بالشرقية، وتمخر عبابه مئات السيارات على مدار الساعة، محملة بالبشر وغير البشر، ويخرج بيان إنشائي يحمل مبررات لا تقدم ولا تؤخر في القضية، حيث كان الرأي العام يتوقع أن تكون ردة الفعل أكثر حسماً، وأكثر شفافية، لكيلا تصل بنا المخاوف جراء هذه الجسور إلى مرحلة الألم أو المعالجة الغالية، وما يبرز بين الثنايا أن مخاوف الناس من هذه الجسور تصدر حكماً قاسياً على طرق يسلكها الناس للتنقل داخل البلاد. ولم يبدد البيان ما يمكن أن تحدثه لهم تلك الجسور مستقبلاً من مخاوف. نحن بصدد مرحلة جديدة للتعامل مع المشكلة، مما يعكس خطورة بعض هذه الجسور فالخطر القادم يظهر الآن على جسر هجرة الجوية بالقرب من محافظة بقيق، الذي لم يمض على تدشينه ثلاثة أشهر، فهل ستحرك وزارة النقل جهازها الفني والهندسي للوقوف على أضراره، ومحاسبة المقصر، أم سننتظر حتى تتكرر مأساة معبر الإبل، أو إلى أن تستعين الوزارة بخبرات شركات عالمية متخصصة في مجال بناء وصيانة الجسور ومنشآت الطرق كما جاء في بيانها؟ كمتابع لا يهمني ولا يعنيني أين تكمن المشكلة، فهذه قضايا بين الوزارة ومقاوليها والجهات التي تقيم المقاولين وتأهلهم، لكن الذي يهمني، ويهم عباد الله أن تنتهي مصائب هذه الطرق.. والله من وراء القصد.