الكتاب منذ زمن بعيد ينتهك، والمصنفات الفكرية يعاد طبعها وتصويرها وتعبئتها في نسخ مسجلّة يتم توزيعها بكميات ضخمة في مختلف أرجاء المعمورة؛ حيث تباع وتشترى وعلى مرأى من أصحابها متجاهلة بذلك حقوقهم. ثم تطورت القرصنة وتنوعت، فشملت التسجيلات الصوتية والأشرطة الموسيقية ابتداء من الستينيات، ثم سرعان ما تحولت هذه الممارسات اللاشرعية إلى صناعة مزدهرة وتجارة رابحة ذات رأس مال بسيط. ثم توسعت فشملت أشكالاً وأوعية أخرى كالأسطوانات وأشرطة الفيديو والأفلام السينمائية والبرامج الإذاعية والتليفزيونية وغيرها مما جعل ظاهرة القرصنة تتفاقم وتتطور وتتنوع في الآونة الأخيرة من خلال القيام بنهب البرمجيات والأقراص المدمجة، بل إن قواعد البيانات نفسها لم تسلم منها، فأصبحت بدورها محل انتهاك وعرضة للنهب غير المشروع، وقد استعمل القراصنة في ذلك شتى الطرق والحذف والإضافة للتضليل والتمويه. ولعل هذه الظاهرة الخطرة تعتبر من أكبر الكوارث التي تصيب حقوق المؤلف والمبدع، سواء كان في المجال الأدبي أو الفني أو الصناعي أو التجاري أو الحاسوبي.. بينت المنظمة العالمية للملكية الفكرية في جنيف في عام 1981 أن (مصطلح القرصنة يطلق هكذا مجردا عندما يكتفي القراصنة باستنساخ التسجيل دون محاولة تقليد مظهره الخارجي، أي شكل سمته، وطريقة لفه، وعلامة مصنع التسجيل الأصلي). وفي عصرنا الحالي أصبحنا في حاجة ماسة إلى حماية الحريات الفردية للأشخاص؛ إذ نجد تجاوزات كثيرة وخطيرة؛ حيث ازداد معدل الشكاوى المقدمة إلى إدارة الملكية الفكرية بمعدل الضعف في بلادنا خلال عام 2013 عن العام الذي سبقه، وأصدرت الإدارة خلال هذا العام حتى نهاية نوفمبر الماضي 464 قراراً خاصاً بحماية حقوق المؤلف. وبلغ مجموع الغرامات التي فرضتها الإدارة عبر هذه القرارات ثلاثة ملايين و210 آلاف ريال، فيما بلغت تعويضات الحق الخاص مليوناً وستة آلاف و900 ريال؛ حيث قال مدير إدارة الملكية الفكرية في وزارة الثقافة والإعلام رفيق العقيلي: إن عدد الشكاوى المقدمة للإدارة خلال العام 2013 بلغ 909، كما بلغ عدد المخالفات المضبوطة من خلال الجولات الميدانية 756 مخالفة تم اكتشافها عن طريق 2512 جولة ميدانية؛ لذا لا بد من أخذ التدابير اللازمة للحيلولة دون حدوث هذه التجاوزات، وتأسيس كشاف بحثي بأسماء المؤلفين أو الشعراء أو القصاصين أو النقاد أو الصحافيين في بلادنا، ويكون هذا الكشاف حاملاً لأحداث أدبية مرتبطة بهؤلاء المؤلفين والشعراء، وإنشاء قاعدة بيانات لهذا الكشاف تكون الجهة المشرفة عليه وزارة الثقافة والإعلام (إدارة الملكية الفكرية) وذلك من أجل حماية حقوق المؤلفين والكتاب في بلادنا.