تتواصل أعمال توسعة الحرم المكي سنة بعد سنة.. وتطول هذه التوسعة عدداً من الأحياء والمساكن.. وبسبب هذه التوسعة تضرر سكان جبل المدافع.. فحيهم شمله مشروع توسعة الحرم المكي هذا العام. وتقوم الشركة المنفذة لعملية التوسعة بتفجير أحد الجبال الواقعة قرب الحي، ما أدى إلى تصدع عدد من جدران وأسقف منازل مواطنين مازالوا يقطنون في منازلهم ولم يتم تعويضهم سواء بالخروج من منازلهم أو إعطائهم ضمانات بعدم مساس بنية منازلهم جراء التفجير. «الشرق» التقت بعدد من أصحاب هذه المنازل، ووقفت على معاناتهم ومناشدتهم الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل وإيقاف التفجيرات الحاصلة في باطن وجنبات الجبل بالديناميت. بيوت ضعيفة وقال فهد أحمد أحد سكان الحي المتضرر إن بنية منازلهم ضعيفة وقد أنشأوها بأيديهم قبل أكثر من أربعين عاماً، وهي ليست قادرة على الصمود أمام هذه الهزات القوية. وقال: تصدعت جدران منزلي وانهارت أجزاء من سقفه جراء التفجيرات، وكذلك منازل كثير من سكان هذا الجبل. موضحاً أنه تقدم بعدة بلاغات لعمليات الأمانة «940» دون جدوى. وأضاف: بعد عدة زيارات لبلدية العتيبية تشكلت لجنة من البلدية والدفاع المدني والمتفجرات، وإثرها أشعرتني الشركة القائمة على التفجير «بن لادن» بضرورة مغادرة منزلي وتوقيع عقد مبدئي بيني وبين مجموعة بن لادن «تحتفظ الشرق بنسخه منه» بمبلغ 40 ألف ريال لمدة ستة أشهر، إلا أنه سرعان ما تراجعت الشركة المنفذة للمشروع عن هذا الخيار متحملة مسؤولية أي ضرر قد يحدث لمنزلي دون التعهد أمام أي جهة. وتابع فهد قائلاً: هذا ما سبب لي ولكافة أفراد أسرتي الرعب والرهبة من انهيار المنزل فوق رؤوسنا. مشيراً إلى عدم وجود مسكن آخر يلجأون إليه. وأوضح خالد الغامدي أن الوضع الراهن ينبئ بوقوع كارثة. وقال: يجب على المسؤولين أن يراعوا أمانة الله فينا وألا يستهينوا بما يحصل، فنحن نشعر بالخطر والرعب كلما اهتزت الأرض من تحتنا، ناهيك عن أن بيوتنا بدون أساسات وبُنيت على الجبل بلا قواعد. «الشرق» حضرت في موقع المشروع، لكنها لم تجد أي تجاوب من مسؤول الشركة في الموقع 1 «المهندس عماد عبدالكريم» الذي رفض الحديث ل «الشرق» بشأن هذا الموضوع متعذراً بانشغاله. ما حدا بنا للتوجه لمدير الموقع 2 «المهندس محمد سعد» الذي تنصل من أي مسؤولية على الشركة بشأن التفجيرات، رامياً المسؤولية على شركة تركية قال إنها تدير المشروع عبر تعاقد معها بهذا الخصوص. من جهته كشف ل «الشرق» رئيس لجنة الكشف على المباني الآيلة للسقوط في أمانة العاصمة المقدسة المهندس فهد الحازمي بأن دورهم في اللجنة يقتصر على الكشف على المباني. وقال: تم بالفعل الكشف على أحد المنازل المجاورة لموقع المشروع بعد شكوى تقدم بها أحد المواطنين، ووجدنا فعلاً تأثر المبنى ببعض الأضرار البسيطة ولكنه لا يعد من المباني الآيلة للسقوط، لكنه قال من جهة أخرى إنه لا يمكن التعهد بعدم انهيار هذا المنزل أو أي منزل آخر بالقرب من موقع المشروع في ظل وجود مؤثرات خارجية «التفجير بالديناميت» قد تسبب ذلك. وأضاف أن الشركة المنفذة للمشروع «بن لادن» هي من تتحمل كامل المسؤولية، وأن لديهم ما يثبت ذلك في حال وقوع أي مكروه لا سمح الله؛ لأن «بن لادن» هي صاحبة الاختصاص في هذا المجال وهي التي تعرف تأثير التفجير على المباني، وهي التي تملك خبراء في هذا المجال، ونحن لا يعنينا إلا أمن وسلامة المواطن قبل كل شيء. وعن إخلاء بعض المنازل أوضح أنه تم إخلاء بعض المنازل ولكن لا نعرف الجهة المخول لها بأمر الإخلاء أو المعايير المحددة لذلك، وأوضح أن التفجير في هذه المنطقة مرعب ولو كنت صاحب سلطة في هذا الشأن لأخليت المنطقة بالكامل. وعن مطالبة السكان بإيقاف المشروع لحين النظر في الوضع الراهن للمنطقة السكنية بجوار هذا المشروع أوضح الحازمي أنه لا تستطيع أي دائرة إيقاف المشروع إلا بأوامر من المقام السامي، وأضاف أن من واجب شركة «بن لادن» التجاوب السريع مع أي شكوى من قبل المواطنين والوقوف سريعاً عليها والنظر لها لتجنب تفاقم الوضع. مؤكداً حرصهم على أمن وسلامة المواطن والمقيم فيما يختصون به. هذا ويستغيث سكان جبل المدافع في مكة بالله -عز وجل- ثم بأمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بسرعة تشكيل لجنة محايدة، والنظر على أرض الواقع على الأضرار، ودراسة الأضرار المتوقعة، لتجنب أي مكروه قد يقع على سكان هذا الجبل من مواطنين أو مقيمين، لا سمح الله.