لم يهنأ سكان جبل المدافع بحي الحجون في مكةالمكرمة بإزالة أحد المباني الآيلة للسقوط والتي كانت تهدد المارة خاصة الأطفال، إذ سرعان ما بدأت المشكلات تتداعى، وربما بشكل أكبر من الأول، بعد أن تسبب الأمر في حفرية ضخمة متاخمة لأحد الشوارع تهدد بابتلاع كل شيء، غير التصدعات التي أصابت منازلهم من جراء أعمال التفجير والإزالة التي تجريها الشركة المنفذة لصالح مشروع تطوير شرق المنطقة المركزية للحرم المكي. ذكر عدد من السكان ل«شمس» أن المقتدرين من جيرانهم انتقلوا إلى خارج الحي طلبا للسلامة، فيما بقي آخرون تعوزهم الحيلة وسط هذه الأجواء المقلقة والمخيفة. وطالبوا بإيجاد حلول جذرية لا تعوق أعمال الإزالة المقررة وفي الوقت نفسه حماية السكان من أي أضرار محتملة. وشاهدت «شمس» إحدى فرق السلامة التابعة للدفاع المدني بالعاصمة المقدسة وهي تحصر وتدون بعض الملاحظات عقب بلاغ تلقته من السكان، وتركز الاهتمام على الشارع الرئيس لدرء مخاطر الحفريات العميقة على الجانب الآخر على المدخل الرئيسي للحي. كما رصدت الفرقة انتشار الكابلات الكهربائية الموصولة بالتيار والملقاة على طرقات الحي، إلى جانب التشققات والتصدعات في الأبنية السكنية بسبب استخدام مواد التفجير من قبل الشركة المنفذة للمشروع. من جانبه ذكر مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد جميل أربعين ل«شمس» أن إدارته سبق أن رفعت للشركة المنفذة للمشروع جملة من الملاحظات، مبينا أن كافة أعمال الشركة من تفجير وخلافه تتم بمتابعة من قبل الشرطة خاصة أعمال التفجير تفاديا لحدوث كوارث لا سمح الله وعلى مدار الساعة: «إدارة الدفاع المدني ومن منطلق حرصها على الأرواح والممتلكات ستشكل لجنة وتخاطب الجهات المعنية للوقوف على مكامن الخطر والسعي في التخلص منها بعد القيام بالكشف الهندسي على منازل السكان. إلى ذلك أنهت الإدارة العامة للنظافة بأمانة العاصمة المقدسة معاناة أهالي الحي من سوء خدمات النظافة بحيهم خاصة بعد أن تحولت المنازل المهجورة إلى «دورات مياه» للمجهولين ومقابل للقمامة. وذكر المدير العام للإدارة المهندس صالح عزت ل«شمس» أنه وقف بنفسه على الموقف مصطحبا معه عددا من آليات النظافة والعمال، كما وجه البلدية التابعة للحي بالوقوف على الأوضاع والتي وصفها بالسيئة، مؤكدا أن كل الأحياء هي أمانة في أعناقهم ويجب أن تؤدى كما يجب، مشددا على أنه لن يتم التهاون في محاسبة أي مقصر في عمله. من جانبه أشار الناطق الأمني بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان إلى أن فرق القطاعات تواصل متابعاتها للمنازل المهجورة ووضعياتها، والتصدي لكل من يسعى إلى تحويلها إلى أماكن لممارسة المخالفات. أما عمدة الحي أمجد خضري فأبدى ارتياحه وارتياح السكان لما لمسوه من تحسن في مستوى النظافة ودعا شركة الكهرباء إلى الانتهاء من أعمال إزالة الكابلات والتمديدات المكشوفة التي تملأ شوارع وطرقات الحي عقب فصلها التيار عنها. وكانت «شمس» نشرت في عددها «1794» معاناة سكان الحي من تلك المشكلات وخشيتهم من انتشار الأمراض، خاصة حمى الضنك، نتيجة الأوساخ وانتشار البرك المائية وغيرها من المشكلات الأخرى .