تدرس الحكومة العراقية مبادرة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، عمار الحكيم، لحل أزمة محافظة الأنبار التي تشهد احتجاجات ضد حكومة نوري المالكي وأعمال عنف. في الوقت نفسه، أعلن تحالف «متحدون للإصلاح»، بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، ترحيبه بمبادرة عمار الحكيم، لحل أزمة الأنبار. من جانبه، حذر رئيس جبهة الحوار الوطني نائب رئيس الوزراء، صالح المطلك، من تقسيم العراق حال عدم حل أزمة الأنبار بحكمة، وقال المطلك، في تصريحٍ صحفي، إنه «إذا لم يتحلَّ قادة العراق بالحكمة في معالجة الأزمة الحالية في الأنبار فقد يؤدي الأمر إلى تقسيم البلاد»، مشدداً على ضرورة بقاء الجيش العراقي خارج المدن وترك قتال المسلحين لأبنائها. بدوره، سارع رئيس الوزراء، نوري المالكي، إلى الاجتماع مع عمار الحكيم، وكشفت مصادر برلمانية مطلعة ل «الشرق» أن الاجتماع ناقش آليات تطبيق مبادرة الحكيم على مستوى الدولة لاسيما فيما يتعلق بتخصيص الأموال من ما يُعرَف ب «موازنة الطوارئ» لدعم المبادرة بمليار دولار سنوياً لصالح مشاريع إعادة الإعمار في الأنبار وتعويض المتضررين ونقل مشروع قانون عاجل بهذا الشأن إلى مجلس النواب العراقي يتضمن مبادئ المبادرة، لاسيما في جوانب العفو القانوني وما إذا كان سيشمل النائب المعتقل أحمد العلواني من عدمه. وأصدر ائتلاف متحدون للإصلاح بياناً أشار فيه إلى اتفاقه مع هذه المبادرة جملة وتفصيلاً لأنها تنسجم في كل بنودها مع القانون والأخلاق. ورأى الائتلاف أن ما يبعث على الأمل أن الخطاب الحكومي الجديد يمثل انتقالة في التوجه نحو تقارب وجهات النظر، وشدد على أن «أبناء العشائر ورجالها وقادتها يدركون يقيناً ضرورة التفاهم والحوار والتقارب وهم أعرف بشعاب مناطقهم وقادرون مع المؤسسة الأمنية على بسط نفوذ الدولة وسيادة القانون». واعتبر الائتلاف في بيانه «أننا اليوم في أمسِّ الحاجة لإعادة الروح إلى مشروع المصالحة الوطنية بعد أن أُجهِضَت ملامحه، فالمرحلة تتطلبه وعلينا أن نحييه لكن بأساليب وآليات جديدة بعيدة عن لغة التسابق»، معترفاً بأن «الإرهاب فتَّت وحدة العراقيين ولحمتهم واستهدفهم دون تمييز بين عرق وآخر أو مذهب وآخر واستهدف وحدتهم وأخوتهم، ولقد حان الوقت لضربه بعيداً عن الانتقاء، فالإرهاب واحد أياً كان مصدره ومبرراته، ولابد من التفريق بين الإرهاب الممقوت وبين من يحمل السلاح ليدافع عن نفسه أمام الإرهاب الذي يهدد حياته». ورأى «متحدون للإصلاح» أنه «حان الوقت لإعلان العفو العام والشامل لنبدأ بخط مشروع جديد نتفق عليه جميعاً دون أن نشرئبَّ بأعناقنا إلى خارج الحدود، فبيتنا العراق ولا يضمد الجرح إلا أهله». وأكد أن «مصلحة الأنبار كمصلحة النجف ومصلحة ديالى كما هي في أربيل، وطن واحد وشعب واحد وإرادة واحدة». وكان رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، عمار الحكيم، أطلق مبادرة بعنوان «أنبارنا الصامدة بوجه الارهاب» المتضمنة عشر نقاط تبدأ بإقرار مشروع إعمار خاص في محافظة الأنبار بقيمة أربعة مليارات دولار على أربع سنوات لبناء المحافظة ورصد ميزانية خاصة لدعم العشائر التي تقاتل الإرهاب بكل أسمائه وعناوينه. وبيَّن الحكيم أن المبادرة التي أطلقها في كلمته في الملتقى الثقافي الأسبوعي تتضمن إنشاء قوات الدفاع الذاتي من عشائر الأنبار الأصيلة وتكون مهمتها تأمين الحدود الدولية والطرق الاستراتيجية في المحافظة ودمجها في تشكيلات الجيش العراقي، على أن تكون قوات خاصة في محافظة الأنبار وبقيادة أبنائها من العسكريين.