أوضح الباحث الفلكي د.خالد بن صالح الزعاق أن يوم السبت، العاشر من شهر ربيع الأول، بداية موسم الشبط، ومدته 26 يوماً، وللشبط علامات يستدل بها: 1- منها تحرك الرياح ذات الطابع المتذبذب. 2- احمرار وجه السماء في حال وجود السحب. 3- انبعاث البرودة من وجه السماء. 4- تقلص طول الليل وتمدد طول النهار. والشبط تسمى في الخليج برد البطين، لأنهم يعتبرون المربعانية بداية البرد، أما البطين فهو شدة البرد، أي وسط الشيء، ولهذا روت الأساطير لنا أن أشباط ابن المربعانية الشقي، ومن شقاوته أنه يتعلق في النوافذ، ولهذا قالوا "شباط مقرقع البيبان"، وتفسيره هو أن الرياح الماكرة التي لا تستقر على جهة معينة تنشط خلال هذا الموسم. ويقال أيضاً أن المربعانية عندما أرادت الخروج من بيت الطقس أوصت ولدها العنيف أشباط، وقالت له "ياوليدي تراي مريت ولا ضريت عليك بلي وقوده ليف وطعامه دويف ولا تقرب الي وقده سمر وطعامه تمر"، وهذا كناية عن أن المربعانية لم تضر إلا ضعيفي الحال، أما شباط فلم يفرق بين الضعيف ولا القوي. ولعل كلمة الشبط مأخوذ من الشهر السورياني "شباط"، فهو يقع في هذا الموسم، وورد بلفظ إشباط وسباط، من جذر شبط السّرياني الذي يُفيد الضرب والجلد والسّوط، أو يفيد الهبوب الشديد للرياح، وقد ذكر هذا الشهر في التوراة في سفر زكريا، كما ورد في النقوش البابلية والتدمرية "شاباطو"، وكرّسوه للإله ريمون، أو رمَّان، إله العاصفة والزوابع، وهذا هو الأصوب. والشبط نجمان هما النعايم والبلدة، وكل نجم 13 يوماً، والمجموع 26 يوماً، ففي النعايم يشتد البرد، لاسيما في الصباح الباكر، وتكثر فيه هبوب الرياح المفاجئة، أما في منتصف النعايم فتتكاثر السحب الممطرة، وفي النعايم أيضاً موسم برد الأزيرق، وسمي بهذا لأن الأجسام تزرق من شدة البرد، وغالباً ما تكون السماء صافية مزرقة بسبب تعرض المنطقة لنفحات المرتفعات الجوية الشمالية. أما في البلدة، فالجو يكون بارداً رطباً غير جاف، إلا أن البرد يبتدئ بالانحسار تدريجياً، الأمر الذي يجعل الماء يكثر جريانه في غصون الشجر، وتبدأ أوراقها بالظهور، فتحرث الأرض الزراعية، وتسمد كيماوياً. وخلال موسم الشبط، يبدأ الشتاء الفعلي يلملم متاعه بتثاقل، وبانتهائه ينتهي البرد الفعلي ويحل الدفء. ومن حسن الحظ أن الأمطار هطلت في موسم الوسم، وخلال المربعانية، على مناح عدة من المملكة، مما جعل الأرض تنبت من كل شيء بهيج، فالسنة تعتبر من السنوات الربيعية، ومن حسن الحظ أيضاً أن المربعانية لهذه السنة كانت باردة، وذات صقيع، الأمر الذي جعل النباتات الربيعية تؤصل جذورها في الأرض، وتأخذ مناعة ضد برد الشبط، لأن الطقس المعتدل يجعل النباتات تعلو لأعلى فيفاجئها برد الشبط فتموت لعدم أخذها مناعة ضد البرد في المربعانية، الأمر الذي جعل الناس يتباشرون في السابق إذا تجمد الماء في موسم المربعانية حفاظاً على مزروعاتهم.