شهدت أغلب مناطق ومدن ومحافظات البلاد خلال الأسبوع الماضي تهاطل أمطار خفيفة، لطفت الأجواء وجلت الأحزان وصفَّت الأذهان وبعثت على الفرح والمرح وحفزت على الإنتاج والإبداع، ولذلك فإن المطر فقط هو الذي تتوحد الآراء حوله وتجتمع القلوب على محبته، ولكن وآآه من لكن هذه.. فقد بدت الشوارع كالأودية وتحولت السيارات إلى بر مائية.. وتعطلت بعض الإشارات الضوئية وأغلقت بعض الأنفاق لتحولها إلى برك ومصائد للسيارات، وتعرقلت الحركة المرورية، وتأخر الطلاب عن تأدية امتحاناتهم، واستمر تعرقل الحركة بشكل لافت للانتباه كأنه لا توجد إدارة للمدينة، لقد عكر سوء التصريف، أمزجة كانت كطير مسجون في قفصه لسنوات وما إن أفرج عنه لهنيهة وراح يغرد بمواويل معبرة عن فرحه ومرحه لطمه صاحب القفص بعصا غليظة أدمت مواجعه وأصمتت صوته وألجمته حجراً أقفل فمه واستعاض عن تغاريده الجميلة بنظرات مرجفة ومهولة يتطاير منها شرر من هول ما أصابه! بالتأكيد نحن لا نلوم الإدارات الحالية للمدن ولكن نتأسى على الواقع الذي لا يحتمل الفرجة بل المعالجة والمطالبة وإخلاء المسؤولية، خاصة وأن خبراء واختصاصيي التنبؤات الجوية يتوقعون تغيرات مناخية من شأنها زيادة كمية الأمطار على مناطق ومدن ومحافظات البلاد عامة.. فهل القطاع الحكومي يتابع ويستعد لهذه الظواهر ويتحمل مسؤولياته أم أن العملية كالكرة يتقاذفها الجميع لإبعادها عن محيطه. * نرجو أن تتاح الفرص لسكان البلاد بالاستمتاع بالأجواء الماطرة القادمة خاصة وأنهم موعودون مع أجواء صحراوية لاهبة.. فهل من تحرك عاجل يساهم في إسعاد الناس للتمتع بالأجواء المتوقعة.. والاستعداد للمواسم المطرية خلال السنوات القادمة.