أوضحت أبحاث قام بها فريق الحملة الوطنية لمكافحة السمنة بكرسي الشيخ علي بن سليمان الشهري للسمنة في جامعة الملك سعود بوجود ارتفاع ملحوظ في نسبة السمنة بالمملكة . حيث تم فحص وتقييم ما يقارب 20000 شخص في المنطقة الوسطي والشرقية والمنطقة الغربية وذلك ضمن حملة وطنية هدفت إلي توعية المجتمع بأخطار السمنة والأمراض المتعلقة بها بالإضافة إلي تطبيق أول دراسة مسحية لنسبة السمنة بالمملكة . وقد أظهرت النتائج الأولية للدراسة ارتفاعا ملحوظا في نسبة السمنة حيث بلغت 68 % بين الإناث و %71 في الرجال وذلك في الدراسة المسحية الأولية التي أجريت في المنطقة الوسطي. ولم تختلف النسب كثيرا بالاتجاه إلي المناطق الأخرى بالمملكة حيث بلغت نسبة السمنة بين النساء %61 و %65 بالمنطقتين الغربية والشرقية علي التوالي . وأوضح الدكتور عائض القحطاني بأنه علي الرغم من أن الدراسة مازالت في بدايتها إلا أن الأرقام الأولية تؤكد بأننا نواجه مرضا خطيرا أو كما وصفه “وباء العصر”. ” الشرق ” قامت باستطلاع آراء بعض العامة والمختصين حول إمكانية وجود علاقة أو ارتباط ما بين السمنة والعنوسة لدى الفتيات. علاقة طردية ترى المعلمة (هند العتيبي) أن العلاقة ما بين العنوسة والسمنة علاقة طردية، فالفتيات أصبح لديهن هوس النحافة بسبب الفضائيات، كما أن الشباب الآن يشترطون أن تكون زوجاتهم نحيفات مقارنة بما يشاهدونه في الفضائيات من عارضات أزياء و فنانات. وأوضحت العتيبي أنها شاهدت ثلاث طالبات من المدرسة، قد ركبن تقويما للأسنان، بالرغم أن أسنانهن لا يحتجن لتقويم، وعند استفسارها عن الأمر أخبرنها أن التقويم يربط الفك الأعلى بالأسفل، فلا يستطعن الأكل، حتى ينقص وزنهن بشكل أسرع. وعند سؤالها لهن عن السبب، أجبنها ” نريد أن نتزوج”. شرط للزواج وذكرت الطالبة الجامعية بالمستوى الرابع تخصص تغذية (مرام) أن السمنة تؤثر في نفسية الأفراد بشكل عام، وقد أصبحت الرشاقة والنحافة شرطا من شروط الزواج لدى الجيل الحالي. وأوضحت أن البعض يتعمد بأن تطول فترة الخطوبة حتى تخفف خطيبته من وزنها. فيما ترى خريجة اللغة الإنجليزية (حنان الحربي) أن السمنة المفرطة قد تكون عائقا لدى الفتاة في الزواج، ولكن غير ذلك ليس شرطاً بأن تكون سببا في العنوسة. تركيبة المجتمع وتقول خريجة التربية الفنية (جواهر الفقاري)”لا أرى أن السمنة سبب في العنوسة فتركيبة المجتمع ساهمت بطريقة ما في بدانة الفتيات، فقلة الحركة، في ظل غلاء النوادي الرياضية، وعدم وجود أماكن مخصصة لممارسة رياضة المشي، وكذلك عدم وجود مراكز اجتماعية تخدم الأحياء.” مقارنة الشباب وتؤكد المستشارة الاجتماعية الدكتورة مها المسلم أن السمنة قد تكون إحدى أسباب العنوسة ،مشيرة إلى الإقبال الكبير على النوادي الرياضية، وعمليات شفط الدهون. وقالت “إن الشباب أصبحوا في مقارنة بين ما يرونه من عارضات أزياء وفنانات حتى صارت النحافة والرشاقة محكا في عملية اختيارهم لزوجاتهم.” وأضافت المسلم من قبل كان ينظر إلى السمنة، بأنها دلالة على الصحة. و أشارت المسلم أن الفتيات أيضا يطالبن الطرف الآخر بالنحافة. لا توجد إحصائيات ونفت استشارية التغذية والخدمات الصحية الدكتورة منى سنان أن تكون هناك علاقة بين العنوسة والسمنة، بدليل ارتفاع نسبة السمنة عند السيدات المتزوجات، كما أنه لا توجد إحصائيات تدل على ذلك. كما أشارت أن هناك بعض الفتيات يقبلن على نظام غذائي للتنحيف خلال فترة الخطوبة. هوس الرشاقة وقال اختصاصي التغذية الدكتور سيف المطيري”لا توجد إحصائيات أو دراسات تثبت أن هناك علاقة ما بين السمنة والعنوسة. وأن الرشاقة باتت هوساً ، أكثر من كونها اهتمام بالجانب الصحي للجسم، فانتشار أعشاب التخسيس لدى العطارين، والعاملين غير المتخصصين في مركز التغذية، يدل على إقبال الكثيرين على التخسيس بأي الوسائل الممكنة. وقديماً كان ينظر إلى السمينة بأنها أكثر خصوبة.”