للمرّة الخامسة على التوالي شكّل الأحوازيّون حزاماً بشريّاً طوله خمسة كيلومترات، امتد على ضفاف نهر «كارون» البالغ طوله 950 كيلومتراً الذي استمدّوا مِنه حضارتهم الساميّة «العيلاميّة» منذ أكثر من خمسة آلاف عام. وخلال هذا الحزام، عبّر المحتجّون عن تنديدهم لسرقة مياه النهر وتحويلها إلى المناطق الفارسيّة وتجفيف روافده وتسميم العشرين بالمائة المتبقية من مياهه بخمسين مليون متر مكعب من النفايات وملياري متر مكعب من المياه الملوّثة. وحرب الاعتقالات والإعدامات والاغتيالات الفارسيّة ضد شعب الأحواز، عَجزت عن وقف مسيرة الاحتجاجات التي تأخذ منحاً تصاعدياً يوماً بعد يوم. وامتدت ثورة الأحزمة البشريّة من نهر «كارون» في «الأحواز» إلى بُحيرة «هامون» في «بلوشستان» التي تتعرّض إلى جريمة مماثلة من قبل الاحتلال الفارسي ضمن خطّة وصفتها القوى الوطنيّة البلوشيّة ب«الإجراميّة» كونها تهدف لتهجير ثلاثة ملايين مواطن يقتاتون رزقهم من ثاني أكبر بُحيرة ضمن جغرافية ما تسمّى بإيران. وتشهد بُحيرة «أوروميّة في إقليم «آذربايجان» المحتل جريمة مماثلة بفقدانها 28 سنتيمتراً من ارتفاعها وستمائة مليون متر مكعب من مياهها، وكذلك هي الحال بالنسبة لمصادر المياه في إقليم «كردستان» ضمن نفس الجغرافية. وفي حال اتساع رقعة ثورة الأحزمة البشريّة في كافة الأقاليم المحتلّة التي تشكّل طوقاً جغرافياً يحيط بفارس من الشرق والغرب والجنوب والشمال، فإنّ هذه الاِحتجاجات الشعبيّة العارمة، كفيلة بتضييق الخناق على الدولة المركزيّة في طهران.