بعد صدور الحكم في قضية الشيخ عائض القرني وإدانته بانتهاك حقوق الكاتبة سلوى العضيدان في كتابه (لا تيأس)، قام كثير من الناس بإلقاء النقد الشديد على الشيخ عائض ونسوا أو تناسوا عن من يتكلمون وإلى من يسيئون. إلى هذا الرجل الذي أفنى عمره في خدمة الدين وإلى هذه القامة التي ملأت الدنيا كل الدنيا؟ فهو لأكثر من خمس وعشرين سنة يخطب ويحاضر ويؤلف حتى سارت بأحاديثه الركبان وأصبح حاضرا في كل مكان. لقد بين الشيخ عائض للأخت سلوى أنه اقتبس بعض ما كتبته في كتابها (هكذا هزموا اليأس) وأخبرها بأن ذلك من أدوات البحث الحديث فإنه يجوز للمؤلف أن يقتبس أفكارا من أي كتاب ويعيد صياغة مفرداته وينسبه إلى نفسه بعد ذلك. وهذا يكثر في الكتب التي تتحدث عن تطوير الذات وعن الأمور الحياتية اليومية فالناس شركاء في هذا الأفكار. فهي ليست نظريات اكتشفها صاحبها ولا اختراعا ابتكره عالم وإنما هي معلومات كتبتها الأخت سلوى مستفيدة من بعض المصادر العربية والأجنبية. ثم استفاد الشيخ منها بعد ذلك. لقد ألف الشيخ أكثر من تسعين كتابا في جميع الفنون. وشهد لبلاغته كبار الأدباء والمفكرين. وشاهد فصاحته الملايين من الناس. وقرأ مقالاته أصحاب الرأي والفن. فهو لا يحتاج لكاتبة مبتدئة أن تزوده بما ليس عنده. لاسيما وأنه يحفظ آلاف الأبيات من الشعر ويحفظ في صدره القرآن وأغلب أحاديث الكتب الستة وقرأ كثيراً من كتب السلف والخلف قبل أن تكمل الكاتبة سلوى مرحله الابتدائية. إني أدعو من يشكك في قدرة الشيخ على الكتابة أن يقرأ كتاب مقامات القرني فإن القارئ له سينبهر من أسلوبه البلاغي ومن معجمه اللغوي. ثم إني أدعو من يشكك في علم الشيخ أن يقرأ كتابه التفسير الميسر للقرآن الكريم ليرى سعة علمه وتبحره في فنون العلم. وهكذا هي باقي مؤلفاته ترى فيها جميل العبارة وسبكة الأديب وصنعة العالم. لذا أقول للإخوة الذين انتقدوا الشيخ عائض رفقا بالشيخ واعلموا أن لحوم العلماء مسمومة. وأن لا تجعلوا أكتاف العلماء سلما تمتطون عليها لتحصلوا على الشهرة الزائفة. ونقول للشيخ عائض لا تحزن من ادعاءات مدعي الثقافة ومحتكري الفهامة. واعلم أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.