أصبحت ظاهرة العبث بالمرافق العامة من الظواهر التي تشكل هاجسا مؤرقا للجميع. فكل واحد منا يتمنى أن يجد كل المرافق سليمة ليستفيد منها، فالعبث بها يؤدي إلى تشويه المنظر العام لأي مرفق تصله أيادي العابثين. تلك الظاهرة مؤشر خطير يلقي بظلاله على مجتمعنا نتيجة تصرفات غير مسؤولة تمارس في ظل غياب الذوق العام والجهل التام بأهمية هذه المنجزات في حياتنا الاجتماعية اليومية، وتطول هذه الظاهرة في المقام الأول المشاريع البلدية التي دوما تتعرض لعبث العابثين بالتكسير والتشويه. فنظرة سريعة على المتنزهات والحدائق والمرافق العامة والمسطحات الخضراء التي هي حق للجميع، نجد أنها قد طالتها أيادي العبث والتخريب بأساليب تنم عن جهل وعدم إحساس بالمسؤولية. فالوضع لم يعد مستغرباً أن تشاهد الخربشات الصبيانية والذكريات السخيفة على الجدران وعلى الطرق وفي حمامات المرافق العامة والمساجد، وتحطيم المقاعد والطاولات والوسائل الخدمية الأخرى، التي توضع كوسائل ترفيه مجانية ليستفيد منها الجميع، كما هي حال المتنزهات وما يحصل فيها من تشويه طال الطبيعة وما سخرته الدولة من إضافات وخدمات مجانية وضعت لتحقق مزيداً من الترفيه وعوامل الجذب السياحي للبلاد. ومن يشاهد هذه التجاوزات يلمس حجم المعاناة التي يجدها القائمون على تلك الأماكن الخدمية والسياحية لجهودهم التي كان يقابلها العبث اللامسؤول من فئة أعطت نماذج سيئة للفرد والمجتمع، حيث ينظر كثير منا للممتلكات العامة باعتبارها مباحة للجميع لإتلافها بدلاً من المحافظة عليها، لذلك تحتاج هذه الظاهرة المخيفة إلى تضافر الجهود لإيقاف هذا الهدر في الممتلكات العامة، وبكل بساطة لو أردنا لفعلنا. والله من وراء القصد.