اندلع القتال مرة أخرى في جوبا عاصمة جنوب السودان أمس بعد يوم من إعلان الرئيس سلفا كير أن قوات الأمن قضت على «محاولة انقلاب» دبرها أنصار نائبه السابق رياك مشار. وقال شهود إن بعد إطلاق نار مستمر وتفجيرات في وقت مبكر صباح أمس، ساد هدوء نسبي لبضع ساعات لكن بدأ إطلاق نار متقطع مرة أخرى. وقال ماكور ماتور كاريوم وكيل وزارة الصحة أن 26 شخصاعلى الأقل قتلوا في الاشتباكات في العاصمة. وقال كاريوم من مستشفى جوبا التعليمي «هؤلاء هم الاشخاص الذين استقبلناهم في المستشفى، الذين توفوا بالفعل في المستشفى. الذين ماتوا خارج المستشفى ليس لدينا معلومات عن عددهم». وفرض كير الإثنين حظر تجول من الغروب إلى الفجر في محاولة لإعادة الهدوء. ويقول سكان إن القمع الأمني يزيد من صعوبة الحياة المعيشية. وقال أحد عمال الإغاثة في جوبا طالبا عدم نشر اسمه «الطعام والمياه تمثل مشكلة بالفعل للسكان إذ ليست لديهم برادات أو كهرباء ومن ثم يشترون الطعام يوميا تقريبا، لم يخزنوا شيئا ويشعرون بالقلق». فيما قال طبيب في مستشفى عسكري لإذاعة محلية أمس أن 66 جنديا على الأقل قتلوا في المعارك الجارية منذ يومين في عاصمة جنوب السودان. وقال الدكتور اجاك بولن لإذاعة مرايا «لقد فقدنا سبعة جنود حتى الآن توفوا أثناء انتظارهم العلاج الطبي لأنهم نزفوا كثيرا وهناك 59 قتلوا في الخارج». وكان وزير الدولة لشؤون الصحة ماكور كوريون أعلن صباحا مقتل 26 شخصا على الأقل من المدنيين والعسكريين في جوبا منذ بدء المعارك مساء الأحد وإصابة 140 بجروح. ولم يتضح ما إذا كانت هذه الحصيلة شملت القتلى في المستشفى العسكري. وفي سياق متصل لجأ حوالى عشرة آلاف مدني من سكان جنوب السودان إلى قاعدتي الأممالمتحدة في جوبا، على ما أعلنت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان في بيان أمس، فيما تواصلت المعارك بين فصائل متخاصمة من الجيش.