حققت القوات النظامية السورية أمس السبت بعض التقدم في حملتها العسكرية التي بدأتها أمس الأول، الجمعة، لطرد مقاتلي المعارضة من منطقة عدرا العمالية شمال شرق دمشق، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى معاقبة المسؤولين عن استخدام الأسلحة الكيميائية في النزاع السوري. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «القوات النظامية مدعومة بجيش الدفاع الوطني حققت تقدماً بسيطاً في عدرا العمالية، إلا أن الاشتباكات لا تزال مستمرة» في المنطقة الواقعة على طريق رئيسة مؤدية إلى العاصمة. من جهته، أفاد مصدر أمني سوري أن العملية التي أطلقتها القوات النظامية الخميس مستمرة وأن الجيش أعلن تطويق المنطقة وبدأ اقتحام المناطق والأوكار التي يتحصن فيها «الإرهابيون»، ويستخدم نظام بشار الأسد عبارة «إرهابيين» للإشارة إلى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون قوات النظام في النزاع المستمر منذ 33 شهراً. بدوره، أفاد المرصد السوري أمس بالعثور على نحو 12 جثة بالقرب من بلدة عدرا»، ناقلاً عن ناشطين «اتهامهم القوات النظامية بقتلهم». وتأتي هذه المعارك في وقت حقق النظام تقدماً خلال الأشهر الماضية في ريف دمشق، مع استعادته عددا من معاقل المعارضة لاسيما إلى الجنوب من العاصمة وفي منطقة القلمون الاستراتيجية (شمال) الحدودية مع لبنان. وأمس، أشار المرصد إلى تعرض مدينة يبرود في القلمون للقصف. وتعد يبرود آخر المعاقل البارزة للمقاتلين في القلمون، بعدما تمكنت قوات النظام منذ 19 نوفمبر الماضي من بلدات قارة ودير عطية والنبك. وتواصلت أعمال العنف أمس في مناطق سورية مختلفة، فشن الطيران الحربي غارات جوية على أحياء في مدينة حلب (شمال)، في حين قصفت القوات النظامية حي القابون في شمال شرق دمشق، بحسب المرصد. من جهة أخرى، أفاد المرصد بوفاة قائد ميداني في «ألوية صقور الشام» التي تقاتل ضد نظام الأسد بسبب البرد القارس الذي ضرب البلاد خلال الأيام الماضية، وذلك أثناء انتقاله من محافظة إدلب (شمال غرب) إلى حمص (وسط) «لمساندة المقاتلين» فيها. وأوضح أن الرجل، وهو في الأربعينيات من العمر، عُثِرَ عليه جثة ليل الجمعة السبت وبدت عليه آثار التجمد. إلى ذلك، عُثِرَ على «جثماني شابين كانا فُقِدَا خلال العاصفة الثلجية لدى توجههما من منطقة الحولة (في ريف حمص) إلى قرية في ريف حماة الجنوبي»، دون أن يحدد ما إذا كانا مقاتلين أم مدنيين. وفي نيويورك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أول أمس الجمعة الأسرة الدولية إلى معاقبة مرتكبي الهجمات الكيميائية في سوريا بعد تأكيد خبراء المنظمة الدولية في تقريرهم النهائي استخدام هذه الأسلحة في خمسة مواقع خلال النزاع السوري. وقال أمام الجمعية العامة إن «الأسرة الدولية تتحمل المسؤولية المعنوية والسياسية لمعاقبة المسؤولين، من أجل منع وقوع حوادث أخرى والتأكد من أن الأسلحة الكيميائية لن تعود أبداً أداة لخوض الحرب».