توفي أمس خمسة أطفال سوريين بسبب البرد الشديد الذي تتعرض له مناطق سوريا ولبنان بسبب العاصفة الثلجية التي تضرب المنطقة، وقال الائتلاف الوطني إن طفلين توفيا في مخيمات بلدة عرسال اللبنانية، وتوفيت الطفلة آمنة سليمان بحبوح ذات الثمانية أشهر في مدينة الرستن بريف حمص نتيجة البرد وفقدان المحروقات والأغطية وعدم توفر المأوى الذي يقيهم بسبب القصف المستمر على هذه المدينة ودمار نصف منازلها، بحسب ما أفاد الناشط الإعلامي مرهف الزعبي ل»الشرق» وأضاف الناشط أن درجات الحرارة انخفضت بسبب تساقط الثلوج إلى ما دون الصفر خلال اليومين الماضيين. وذكر ناشطون أن الطفلة مريم العلي وعمرها ثلاثة أيام توفيت أمس في حي الوعر بحمص بسبب البرد الشديد، فيما توفي الطفل حسين طويل وهو في شهره السادس نتيجة البرد في مدينة حلب. وأشار الزعبي إلى عدم توفر الأغطية الكافية ووسائل التدفئة للسكان الذين ما زالوا في المدينة رغم القصف اليومي، فيما يعاني الأطفال من عدم توفر الحليب والأدوية وفقدان المواد الغذائية الأساسية. وحذر الزعبي من أن الوضع الإنساني سيصبح كارثيا مع انخفاض درجات الحرارة، وقال «يخشى من وفيات أكثر بين الأطفال بسبب البرد واستمرار قصف قوات الأسد للمدينة»، وأضاف: الناس هنا يعيشون كارثة حقيقية حيث لا كهرباء منذ ما يقارب السنتين، وفقدان المحروقات من غاز وديزل وبنزين أدى إلى زيادة الأعباء على العائلات الصامدة في المدينة مع استمرار القصف واستهداف جميع المستوصفات الخيرية والمشفى الأهلي، وتحويل المشفى الوطني لثكنة عسكرية ومركز لقيادة العمليات التي يسيطر عليها شبيحة الأسد. وأوضح الزعبي أن الحصار الخانق الذي تتعرض له المدينة يفاقم الوضع الإنساني فيما لم تصل المدينة أي مساعدات إغاثية على الرغم من المناشدات الكثيرة لمكاتب الأممالمتحدة ولوحدة التنسيق والدعم والجهات الأخرى المسؤولة في الائتلاف الوطني. وأشار الزعبي إلى أن عدد شهداء المدينة تجاوز 1500 شهيد، وما يقارب 14 ألف جريح بالإضافة إلى أكثر من 1200 معتقل ومخطوف معظمهم اختطفوا أو اعتقلوا على حواجز قوات الأسد لأنهم ينتمون إلى الرستن التي انتفضت بوجه النظام منذ بداية الثورة. وفي حمص قال المكتب الإعلامي الموحد في المدينة إن العاصفة الثلجية تضرب الأحياء المحاصرة في المدينة، حيث يعاني فيها المحاصرون من البرد وشح مواد التدفئة، فيما قصفت قوات الأسد هذه المناطق بجميع أنواع الأسلحة أمس، وأضاف المكتب أن أصوات الانفجارات تُسمع في جميع أنحاء المدينة المحاصرة من الأحياء الموالية والحواجز العسكرية بقذائف الهاون والمدفعية الثقيلة. وأكد المكتب أن الثوار تصدوا أمس لمحاولة قوات الأسد وعناصر من حزب الله في اقتحام حي وادي السايح، فيما تعرض حي جورة الشياح وبلدة قلعة الحصن لقصف عنيف من هذه القوات. وفي حلب قال المكتب الإعلامي للهيئة العامة للثورة السورية «ارتفع عدد السجناء المتوفين داخل سجن حلب المركزي إلى 13 سجيناً بسبب انقطاع الهلال الأحمر عن السجن لليوم الثالث على التوالي في ظل البرد الشديد والجوع في السجن المحاصر، وأكدت مصادر وفاة عدّة سجناء خلال الأيام الأخيرة نتيجة حرمانهم من التغذية والتدفئة، وكان العدد الكلي للمتوفين 10 سجناء حتى الأربعاء، قبل أن يرتفع العدد صباح أمس إلى 13 سجيناً». في ريف دمشق، نصب الثوار كمينا لعناصر من ميليشيا «أبو الفضل العباس» قرب قرية البيطرية وتمكنت من قتل 12 منهم، كما سيطر الثوار على مبنى الجمارك ومفرزة الأمن الجوي والمطاحن في عدرا بريف دمشق، بينما أغلقت قوات النظام الطريق بين دمشق وحمص عند عقدة جسر بغداد القريبة من عدرا العمالية بعد تقدم الثوار في مساحات واسعة هناك.