قتل 52 شخصا على الأقل أمس في الهجوم الانتحاري والهجوم المسلح اللذين استهدفا مجمع وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، بحسب آخر حصيلة رسمية. وقالت اللجنة الأمنية العليا إن 52 شخصا قضوا وأصيب 167 آخرون بجروح في هذين الهجومين. وأوضح مصدر عسكري أن سيارة مفخخة انفجرت صباح أمس مستهدفة مستشفى الدفاع بالعاصمة صنعاء وبعد الانفجار دخلت سيارة تحمل عددا من المسلحين إلى المبنى، حيث تم التعامل مع غالبية المجموعة المسلحة والقضاء عليها في نطاق المستشفى، مؤكدا أن الوضع تحت السيطرة. ونقل موقع «مأرب برس» عن مصادر أن المسلحين ارتكبوا مجزرة في حق الكادر الطبي حيث قتل غالبيتهم من أطباء وممرضين وأن من بين القتلى عدد من الأجانب. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم لكن خبيرا في شؤون الحركات الإسلامية المتشددة قال إن الطابع الانتحاري للهجوم يشيرإلى القاعدة. وعقد الرئيس عبد ربه منصور هادي اجتماعا استثنائيا بالقيادات العسكرية ووجّه بتشكيل لجنة للتحقيق في الهجوم على وزارة الدفاع. وفي العراق قتل 16 شخصا وأصيب نحو ثمانين بجروح في الهجوم الذي شنه مسلحون يحمل بعضهم أحزمة ناسفة على مقر أمني ومركز تجاري في مدينة كركوك في شمال العراق الأربعاء وتخلله احتجاز رهائن لساعات. وأعلن تنظيم القاعدة في بيان أمس مسؤوليته عن الهجوم على مقر أمني ومركز تجاري في مدينة كركوك. وجاء في بيان صادر عن تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» الذي نشرته مواقع تعنى بأخبار الجماعات الجهادية، أنه «تم التجهيز لغزوة في عقر دار الكافرين باقتحام مقر مديرية استخبارات كركوك». فجَّر انتحاري سيارة مفخخة، أمس، عند المدخل الغربي لمجمع وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء، قبل أن تندلع اشتباكات مع مسلحين اقتحموا مبانيَ تابعة للمجمع، ما أسفر عن 40 قتيلاً ومائة جريح، حسبما أفادت مصادر طبية. وأكدت وزارة الدفاع أنها استعادت السيطرة على مجمع المباني التابع لها بعد أن «تم التعامل مع غالبية المجموعة المسلحة» التي اقتحمت خصوصاً المستشفى العسكري في المجمع و»القضاء عليها». وأشارت في رسالة نصية على موقعها الإلكتروني إلى مقتل عشرين شخصاً على الأقل في الهجوم، في حصيلة قد تكون مرشحة للارتفاع. ويحمل الهجوم بصمات تنظيم القاعدة الذي سبق أن نفَّذ عدداً من الهجمات المثيرة بهذه الطريقة. وذكر مصدر أمني أن السلطات أغلقت منطقة وزارة الدفاع بشكل كامل، فيما شوهدت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان لإخراج القتلى والجرحى. وأكد المصدر أن التفجير وقع عند المدخل الغربي لمجمع مباني وزارة الدفاع، وبالتحديد أمام المستشفى العسكري. وأفاد المصدر أن «سيارة أخرى اتجهت إلى وزارة الدفاع بعد الانفجار واشتبك مسلحون على متنها مع حراس الوزارة». وأشار مصدر أمني آخر إلى أن مسلحين من خارج مجمع وزارة الدفاع كانوا بدورهم شاركوا في الاشتباكات، فيما تمكن المسلحون من السيطرة «على بعض المقرات التابعة للمجمع»، من بينها مبنى المستشفى. بدوره، أكد موقع وزارة الدفاع أن الانفجار استهدف المستشفى العسكري، وأن «سيارة تحمل عدداً من الأفراد قد دخلت إلى المبنى بعد الانفجار». وأفاد الموقع بأنه «تم التعامل مع غالبية المجموعة المسلحة والقضاء عليها في نطاق المستشفى، وأن الوضع تحت السيطرة». إلا أن اشتباكات متقطعة ظلت تدور داخل المجمع، وعزتها مصادر أمنية إلى تحصن عدد قليل من المسلحين داخل مسجد المجمع. كما سقطت في وقت لاحق قذائف صاروخية في باحة مجمع وزارة الدفاع. وينفذ الجنود عمليات تمشيط في المجمع العسكري الضخم الواقع بالقرب من الوسط التاريخي للعاصمة اليمنية. من جهتهم، أكد جنود جرحى أن سلسلة انفجارات وقعت داخل المباني التي سيطر عليها المسلحون قبل أن تستعيد الشرطة العسكرية وقوات أخرى تابعة لوزارة الدفاع السيطرة على المكان. وذكر أحد الجنود أن «الجيش قصف بيتاً قريباً في صنعاء القديمة استخدمه مسلحون لاستهداف مجمع وزارة الدفاع». واستمرت الاشتباكات خارج نطاق مجمع وزارة الدفاع. وذكرت مصادر أمنية متطابقة أن الهجوم والاشتباكات أسفرت أيضاً عن عشرات الجرحى الذين نُقلوا إلى مستشفيات مجاورة. وأغلقت السلطات بشكل كامل جميع الطرقات المؤدية إلى مجمع وزارة الدفاع الواقع بالقرب من باب اليمن، عند مدخل صنعاء القديمة. وهرعت سيارات الإسعاف مسرعة إلى مكان الانفجار لإخراج القتلى والجرحى، فيما لم ترشح أي معلومات حتى الآن عن حصيلة دقيقة لعدد القتلى والجرحى في الانفجار والاشتباكات التي تلتها. ويأتي الانفجار في وقت يشهد فيه اليمن تأزماً في سير الحوار الوطني الذي يُفترض أن يُسهم في إنهاء المرحلة الانتقالية والوصول إلى دستور جديد وشكل جديد للدولة. والحوار معلق خصوصاً بسبب انسحاب نسبة كبيرة من ممثلي الحراك الجنوبي بسبب الخلاف حول عدد الأقاليم في النظام الاتحادي الذي تم الاتفاق على اعتماده في اليمن. قُتل 16 شخصاً وأصيب نحو ثمانين بجروح في الهجوم الذي شنَّه مسلحون يحمل بعضهم أحزمة ناسفة على مقر أمني ومركز تجاري في مدينة كركوك بشمال العراق ليل الأربعاء، الذي تخلله احتجاز رهائن لساعات. وقال مدير عام صحة كركوك صباح محمد أمين، أمس، إن «11 شخصاً قُتلوا وأصيب 79 بجروح في انفجار السيارة المفخخة والاشتباكات أمام مجمع جواهر مول» في وسط المدينة المتنازع عليها. كما قُتل خمسة مسلحين في هذا الهجوم الذي تواصل لساعات. وبدأ الهجوم بتفجير سيارة مفخخة حوالي الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي قرب «جواهر مول» الملاصق لمقر أجهزة استخبارات الشرطة، وتلاه على الفور تبادل لإطلاق نار بين المهاجمين وقوات الأمن. ثم هاجم مسلحون يحمل بعضهم أحزمة ناسفة، المركز التجاري المؤلف من خمسة طوابق، واحتجزوا عدداً من المدنيين، ثم صعدوا إلى السقف وأطلقوا النار على الشرطيين الذين كانوا يطاردونهم، بحسب المسؤولين الأمنيين. ونجحت قوات الأمن في تحرير 11 رهينة ب«جواهر مول» الذي احترق بالكامل جراء تفجير انتحاري نفسه في الداخل قبيل انتهاء العملية الأمنية عند منتصف الليل. و»جواهر مول» مركز تجاري كبير يحتوي على أكثر من مائة متجر، ويقع في حي غالبية سكانه من التركمان. ومدينة كركوك أرض خصبة للمسلحين بسبب الانقسامات بين الأكراد الراغبين في ضمها إلى منطقة كردستان ذات الحكم الذاتي من جهة، وبين حكومة بغداد ومجموعات أخرى في المدينة تعارض مثل هذا المشروع. وأعلنت الشرطة العراقية أمس مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 84 آخرين في حوادث عنف متفرقة في مدينة بعقوبة (57 كم شمال شرق بغداد). وقالت مصادر أمنية إن عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق بالقرب من أحد المحال التجارية في حي العسكري وسط المقدادية شرقي بعقوبة انفجرت مستهدفة تجمعاً للمدنيين، ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين وإصابة خمسة آخرين. وأضافت المصادر أن انتحارياً يحمل حزاماً ناسفاً فجَّر نفسه داخل محطة لتعبئة الوقود في مركز ناحية قرة تبة شمال شرقي بعقوبة، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة تسعة آخرين غالبيتهم بحروق نتيجة انفجار إحدى المضخات النفطية.