أكدت قطر التي تدعم المعارضة السورية أنها «لا تُجري أي اتصالات» مباشرة أو غير مباشرة مع النظام السوري، حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية ليل الثلاثاء. ويأتي هذا التأكيد القطري في أعقاب زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إلى قطر الإثنين، وبعد أن لعبت قطر دوراً في تأمين الإفراج عن مخطوفين لبنانيين شيعة في سوريا. وقال مدير إدارة الشؤون الآسيوية في وزارة الخارجية في تصريحات نقلتها الوكالة، إنه «من نافل القول أن قطر لا تُجري اتصالات مباشرة ولا غير مباشرة مع النظام السوري». وشدد المسؤول في الخارجية على أن «التواصل الوحيد» لقطر «هو مع الممثل الشرعي لهذا الشعب المتمثل بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية». إلا أن المسؤول أكد «ترحيب دولة قطر بحل سياسي يضمن حقوق الشعب (السوري) المشروعة»، في إشارة إلى الجهود الدولية لعقد مؤتمر للسلام في جنيف في 22 يناير. وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله أكد في مقابلة مع قناة (أو تي في) اللبنانية مساء الثلاثاء أن «قطر في الآونة الأخيرة ربما تعيد النظر في موقعها بالمنطقة واستراتيجيتها»، مشيراً إلى أنه استقبل موفداً قطرياً قبل أيام. وسارع رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعدالدين الحريري، إلى الرد على ما قاله حسن نصرالله، ووصفه بأنه شخص «مغرور وحاقد»، وأخرج من صدره «كل الكراهية التي يكنُّها للسعودية وقيادتها»، كما اتهمه بنسيان ما «اقترفه حزبه» من جرائم. وأضاف الحريري أن الانطباع الأول الذي يتكون لكل عاقل ومسؤول، هو أن السيد حسن يغرق في بحر متلاطم من الغرور، لن يؤدي إلى غير مزيد من الضياع والاحتقان وإضرام الفتنة في النفوس. ونقل موقع (سي إن إن) بالعربية، أمس عن الحريري، أن نصرالله «خطا مرة أخرى خطوات متقدمة على طريق تحريف الحقائق وذر الرماد في عيون اللبنانيين،» واصفاً مقابلته بأنها «أعلى تجليات الاستقواء وأوهام الانتصار المزيف». وقال الحريري: إن أمين عام حزب الله «تسلق الاتفاق الإيراني الأمريكي ليطلق حملة غير مسبوقة تجاه كل من يخالفه الرأي في لبنان والمنطقة». وتابع الحريري أن نصرالله «استطاع أن يُخرج من صدره كل عوامل الكراهية التي يكنها للسعودية وقيادتها، وأن يسقط في وحول لغة لا أفق لها سوى تخريب علاقات لبنان العربية، وصولاً إلى اتهام السعودية بخوض وتنظيم كل الحروب الإقليمية والعربية من باكستان إلى العراقوسوريا والبحرين ولبنان، وانتهاء باتهامها بتفجير السفارة الإيرانية». وأضاف أن نصرالله نسي أن حزبه «هو المتهم الرئيس في أخطر تفجير شهده لبنان وذهب ضحيته الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ونسي أنه هو من أرسل جماعات إرهابية إلى الخبر في السعودية وإلى الأرجنتين وبلغاريا ونيجيريا والبحرين واليمن ومصر». وختم الحريري بالقول: «الانطباع الأول الذي يتكون لكل عاقل ومسؤول هو أن السيد حسن يغرق في بحر متلاطم من الغرور، لن يؤدي لغير مزيد من الضياع والاحتقان وإضرام الفتنة في النفوس» على حد تعبيره. دعا رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، أمس، إلى عدم توجيه التهم «جزافاً» إلى المملكة العربية السعودية. وقال سليمان في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر «الحوار الحقيقة والديمقراطية» في بيروت، إنه «لا يجوز أن نفسد العلاقات التاريخية مع دولة عزيزة كالسعودية عن طريق توجيه التهم إليها جزافاً». وكان رئيس الجمهورية يشير ضمناً إلى ما قاله الأمين العام لحزب الله «حسن نصرالله» في مقابلة تليفزيونية الثلاثاء من أن كتائب عبدالله عزام هي التي قامت بتفجير السفارة الإيرانية، وأنها تحت إدارة المخابرات السعودية. ودعا سليمان إلى عدم «التدخل في أزمات دول أخرى كسوريا لمناصرة فريق ضد آخر». علّق منسّق الأمانة العامة لقوى «14 آذار» فارس سعيد، على الكلام الأخير لأمين عام حزب الله حسن نصرالله، وأسف «أن يكون نصرالله قد تسرّع برمي الاتهامات جزافاً حول موضوع تفجير السفارة الإيرانية في لبنان، وبدا أن هناك تناقضاً واضحاً بينهم وبين قيادات أخرى تدور في الفلك الإيراني حول موضوع التفجير، السفير الإيراني في لبنان يقول إن الاعتداء ضد السفارة الإيرانية هو صناعة إسرائيلية، ونصرالله في كلامه يقول إن المخابرات السعودية متورطة في التفجير، وقال سعيد إن وزير الخارجية الإيراني، وبعد أن انتزعت إيران تفاهماً مع الولاياتالمتحدة، يسعى إلى تحسين العلاقات بين طهران والإمارات العربية ودول التعاون الخليجي ومع المملكة العربية السعودية». وتابع سعيد بعد الاجتماع الأسبوعي لقوى 14 آذار: «بعد عودة الرئيس برّي من طهران صدر كلام أن المرحلة تتطلّب تفاهماً إيرانياً سعودياً، وكلام نصرالله هو سعي لنسف التفاهم السعودي – الإيراني، وبالتالي عودة إدخال لبنان إلى مرحلة الانكشاف الأمني والسياسي، إضافةً إلى أنه كانت ولا تزال 14 آذار تتعرّض لمحاولات الاغتيال، وعندما كنا عن حق نتّهم من كان مسؤولاً عن هذه الاغتيالات كان يخرج السيد نصرالله فوراً ويقول لنا مهلاً مهلاً عليكم ألا تتّهموا سياسياً، بل عليكم أن تستندوا إلى وقائع ودلالات من أجل الاتهامات، وبالتالي فكيف هو لا يستند على شيء ويتهم يميناً ويساراً من قام بقتل أبرياء في سفارة إيران؟!».