خفت وطأة الضغط الذي أحدثه (تهويل حملة المخالفين) وبدأت تعود المياه إلى مجاريها وشرع عدد من المحال المغلقة الأبواب، وولّى تقطيب الحاجبين الذي كان يغلف محيا العمالة المتخوفة من سوء المصير، ولكن يبدو أن الأمور تسير نحو لاضرر ولاضرار بعد أن أوجدت العمالة لها مخارج عدة للتكيف مع أوضاع إحكام الرقابة فيما لو تم! وقد فتحت الأفران والمخابز ومحال التموين المغلقة التي هجرت على مدى شهر تقريباً وعاد الجميع من أوكارهم وهم أكثر اطمئناناً من ذي قبل. أحد العمالة يعلق بالقول: الخسران الكفيل فقد لاحقته بالاتصالات المتكررة خلال الفترة الماضية لانتزاع موافقته على نقل كفالتي وكان يحاول إكراهي بالتريث طمعاً بزوال الحملة وأنها عبارة عن فورة سرعان ما تنقشع كما تنقشع الغمامة، وأضاف الحملة ضاعفت من أسعار خدماتنا ورفعت من مستوانا. وفي الجانب الآخر تنشط عمليات تسجيل التوظيف الوهمي لسعوديين بالاسم بينما هم كرسم يقبعون في منازلهم ولعمري إن الأخيرة تكريس قوي للاعتماد على الغير واللامبالاة، أما في حالة هدوء عاصفة الحملة فإنها مدعاة لتجاهل كل الأنظمة وتمكين الغرباء من تكملة الباقي! مانتمناه أن تتم المعالجة العاجلة لتدهور المنشآت الصغيرة والمتوسطة جراء تكبيلهم قبل أن تتفاقم وتشكل عبئاً على البلاد والعباد خاصة وأنها تشكل نسبة لايستهان بها، وقضية تأجير العمالة من قبل شركات الاستقدام ليست حلولاً ناجعة بل تخضع لمؤشرات ربحية على حساب هياكل صغيرة. الحملة أفصحت عن قضية كبيرة جداً بدءاً من التستر على محال صغيرة ومخابز وأماطت اللثام عن تجارة مايسمّى بالفيزا الحرة. الحملة في يقيني أنها تحتاج إلى إعادة تقييم وتصحيح لمساراتها حتى يستقيم أداؤها وتؤتي ثمارها.