«لا حاجة لنا بمعاهدة تركمان جاي النوويّة في جنيف».. أكّد ذلك الخبير الإيراني المحافظ في انتقاده اللاذع لاتفاقيّة إيران النوويّة مع المجموعة 5+1. وبيّن أن حق تخصيب اليورانيوم أصبح رهين الموافقة الغربيّة بموجب الاتفاقيّة كما لم تُلغ العقوبات ضد إيران إلا بعد حصول الغرب على سلسلة امتيازات. وانطلاقاً من هذه التنازلات الكبيرة، شَبَّهَ «فؤاد إيزدي» الاتفاقيّة النوويّة «بمعاهدة تركمان جاي» التي تَذْكرها الدولة الفارسيّة بمرارة لسلسلة هزائم مُنِيَت بها أمام روسيا عام 1826 فأجبرت على التنازل عن «إيروان» و«نخجوان» ومناطق أخرى كانت تحت تصرّفها لصالح الأخيرة، كما فَرَضت روسيا على الدولة الفارسيّة آنذاك دفع غرامة قدرها 20 مليون روبل مثلما فَرَضَت عليها وَضع كافة أسواقها على ذمّة الروس دون شرط. وتوعز المصادر أسباب موافقة فرنسا على الاتفاقيّة بعد رفضها إلى تنازل طهران عن جزء كبير من أسواقها لصناعة السيّارات لصالح باريس إضافة إلى انتزاع الأخيرة امتيازات نفطيّة أخرى، وكذلك هي الحال بالنسبة لأمريكا وبقيّة دول المجموعة التي تقاسمت النفوذ والامتيازات في قطاع النفط والغاز ومختلف الصناعات. ووَصَفت الصحف المحافظة الاتفاقيّة ب «الهزيمة» وب«تجرّع قادة إيران كأس السُم» لتجاوزهم كافة الخطوط الحمراء واللهث خلف سراب رفع العقوبات الاقتصاديّة والماليّة. ولا شكّ أن الاتفاقيّة لا تقتصر على تقديم طهران التنازلات الاقتصاديّة بل تشمل أيضاً تنازلها عن مناطق نفوذ عدّة تمهيداً لتنازلات سياديّة قادمة.