هُزِمَت الدولة الفارسيّة استراتيجيّاً بعد أن تحوّل شعار ال: «لم ولن نتنازل عن حقّنا في امتلاك النووي»، إلى «مناورة المرونة البطوليّة»، أي المرونة التي جَعَلَت من قادة إيران يحرقون جميع الخطوط الحمراء التي هُمْ وضعوها بالأمس وهُم مَنْ تخطّوها اليوم، هذا في حال صحّة ما قاله «صالحي» وزير الخارجيّة الإيراني حول «تنازل إيران الطوعي عن تخصيب اليورانيوم»! وأهدى «صالحي» اتفاقيّة الذل لقائده «خامنئي» فتقدّم الأخير بالتبريك للوفد الموقّع على الاتفاقيّة. وواقع الحال أن طهران هُزِمَت منذ أن فَتَح حليفها «بشّار» سلاحه الاستراتيجي المتمثل في الترسانة الكيميائيّة لتدميرها. وفي الوقت الذي رحّبت فيه طهران باستقبال حلفائها أو عملائها -المالكي وبشّار- بتوقيعها على الهزيمة، فإنها اعتبرت صمت بقيّة الدول العربيّة بمنزلة «إنذار» لها، وفي ذات الوقت أعلَنَت أن «صُلحها مع واشنطن سيساعدها في توسيع دورها الإقليمي»، أي في مزيد من التدخّل في شؤون الدول العربيّة والتخريب ونشر الفتن الطائفيّة. وستتكرّر تجربة عام 1988 حين هُزمت إيران أمام العراق فعادت إلى الجبهة الداخليّة على حد زعمها، فشنّت حملة إعدامات رهيبة ضد المعارضة وأسرى مقاومة الشعوب غير الفارسيّة. وهذه الحَمْلة بدأت منذ تولّي «روحاني» سدّة الرئاسة، خاصّة أن الغربيّين يبدون تواطؤاً واضحاً بالتزامهم الصمت حيال مجازر إيران بحق الشعوب المحتلّة، مقابل انتزاع هزيمتها الاستراتيجيّة والتوقيع على 27 شرطاً فُرِض عليها ضمن اتفاقيّة الاستسلام.