واصل المسؤولان الكبيران من الادارة الاميركية محادثاتهما امس مع المسؤولين الصينيين في محاولة لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين والعمل معا على قضايا اساسية مثل ملفي ايران وكوريا الشمالية. ويجري نائب وزيرة الخارجية الاميركية جيمس ستاينبرغ والمستشار الكبير في البيت الابيض جيفري بادر محادثات في بكين لاعادة العلاقات الاميركية-الصينية الى مسارها بعد سلسلة انتكاسات حول تايوان والتيبت والتجارة وحرية الانترنت. والمهمة التي تستمر ثلاثة ايام تاتي فيما تحاول واشنطنوبكين حمل بيونغ يانغ على العودة الى طاولة المفاوضات الدولية حول نزع اسلحتها النووية وحل الخلاف مع طهران حول برنامجها النووي المثير للجدل. كما تاتي قبل سلسلة لقاءات مهمة بما يشمل قمة حول الامن النووي في واشنطن في نيسان/ابريل والجولة المقبلة من "الحوار الاستراتيجي والاقتصادي" الصيني-الاميركي الذي كان عقد في تموز/يوليو 2009. وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركي فيليب كرولي الثلاثاء "اذا كانت هذه الزيارة تعني اننا نعيد التركيز على المستقبل والقضايا المهمة التي يمكننا العمل فيها بشكل مشترك، اعتقد ان ذلك مصدر تشجيع لنا". ولم يقدم اي من الجانبين تفاصيل حول برنامج عمل ستاينبرغ وبادر الذي يشغل منصب ابرز مستشار للرئيس الاميركي باراك اوباما للشؤون الاسيوية في مجلس الامن القومي خلال زيارتهما الصين. وسيتوجهان الخميس الى طوكيو. من جانبهم قال خبراء ان اصبحت الصين معزولة في الملف النووي الايراني بعد التغيير المفاجىء في موقف روسيا وقد ينتهي بها الامر الى تاييد نص محدود الفاعلية مقابل الحصول على تنازلات من الغربيين. ومعارضة العقوبات امر تقليدي في السياسة الخارجية الصينية لكن استصدار قرار من مجلس الامن الدولي لا يكون شديد اللهجة قد يتيح لبكين انقاذ ماء الوجه مع حماية مصالحها في مجال المحروقات في ايران . وقالت ساره راين الخبيرة في الشؤون الصينية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ان بكين "تحاول فعليا تخفيف اثار اي عقوبات يمكن ان تتقرر في نهاية المطاف". واضافت "المسالة من وجهة نظر الصين هي ضمان الا تترك العقوبات اثرا كبيرا على مصالحها". ورغم انها صوتت في نهاية الامر لصالح ثلاثة قرارات سابقة فرضت بموجبها عقوبات على ايران في 2006 و 2007 و 2008، تبقى الصين اليوم الدولة الوحيدة الدائمة العضوية في مجلس الامن التي تعارض فرض عقوبات جديدة على طهران. من جهته يقول المحلل في شؤون الطاقة صامويل سيسزوك في "اي اتش اس غلوبال انسايت"، "حتى الان تمكنت روسيا والصين من الحصول على تنازلات من الغرب، اوروبا والولايات المتحدة، مقابل تليين موقفيها حيال ايران". واضاف "روسيا لم تعد في هذا الموقف لكن الصين لا تزال موجودة فيه". وكان الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف عبر الاثنين في باريس عن تاييده فرض عقوبات جديدة على ايران بشرط ان تكون "محددة الاهداف والا تطال الشعب" الايراني. وهي المرة الاولى التي تقدم فيها موسكو دعمها بمثل هذا الوضوح لفرض عقوبات جديدة على ايران التي يشتبه الغربيون في انها تسعى لامتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران. وعلى غرار الصين كانت روسيا تدعو على الدوام الى انتهاج سبيل المفاوضات، لكن موسكو ابدت مؤشرات على نفاد صبرها اثر قرار طهران البدء بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%.