وجَّه مدير عام الشؤون الصحية في منطقة عسير بالنيابة، الدكتور عبدالله الجاسر، بتشكيل لجنة لمعاينة ملف مديرة مدرسة توفيت بمضاعفات عملية قلع ضرس العقل في مستوصف خاص، وبالتحفظ على ملفها، والاطلاع على الإجراءات الطبية التي أُجريت للمريضة لمعرفة سبب الوفاة، كما تم تكليف إدارة شؤون القطاع الصحي الخاص بالشخوص إلى المستوصف الخاص وسحب ملف المريضة والتحفظ عليه، وتحديد كل من تعامل مع الحالة، وتأجيل سفرهم. وتناقلت معلمات في أوساط تعليم عسير خبر وفاة مديرة الثانوية الثامنة في أبها إثر تعرضها لخطأ طبي اختلفن حول مكان حدوثه إن كان في مستشفى عسير المركزي، أو في أحد المستوصفات الخاصة، وكانت السيدة نبيلة سعيد مصطفى السباك أجرت عملية قلع ضرس العقل المصاب بالتهاب في مستوصف خاص في أبها (تحتفظ «الشرق» باسمه)، وبعد ذلك حدث لها التهاب في الغدة، ما استدعى تحويلها إلى مستشفى عسير، حيث أجريت لها هنالك عملية توفيت على إثرها. وقال زوج المتوفاة ل»الشرق» إن زوجته خضعت لعملية قسطرة في القلب قبل عامين، ما جعله يشك عندما أبلغ بوفاة زوجته بأن هنالك خطأ طبياً لمعرفته بأن عمليات الغدة (سهلة)، وليست بذلك التعقيد الذي قد يؤدي إلى الوفاة، وقال إن شكه وقع حول جرعة التخدير الذي أعطي لها، وقد يكون له أثر على القلب لديها، ما أدى إلى وفاتها، مضيفاً أن الدكتور (تحتفظ «الشرق» باسمه ) حلف له، حسب وصفه، ثلاثة أيمان مغلظة بأن جرعة «البنج» التي أعطيت للمتوفاة كانت حسب المتعارف عليها، وأنه ليس هنالك أي خطأ طبي. وأضاف «لن أرضى بأي تعويضات مادية، وسأترك للقانون أن يأخذ مجراه إن تأكد حدوث خطأ طبي أدى إلى وفاتها». من جهته، أوضح الناطق الإعلامي باسم صحة عسير، سعيد النقير، أن المريضة كانت تعاني من ارتفاع سكر الدم، وارتفاع الضغط وعدم انتظامه، وكذلك من نقص تروية في القلب، وسبق أن أجرت قسطرة قلبية، وقد أحضرت إلى مستشفى عسير إثر قلع ضرس ملتهب في أحد مستوصفات القطاع الصحي الخاص في المنطقة وهي تعاني من تورم في الفك، وأدخلت إلى المستشفى لمتابعة حالتها بمعرفة أطباء الوجه والفكين، وبعد إجراء الفحوصات والأشعة المقطعية، وإعطائها المضادات الحيوية اللازمة، تم التشخيص بأن لديها التهابات صديدية في الفراغات الوهمية في العنق. وأضاف النقير أن عملية تنظيف أجريت لها، وتحسنت حالتها، إلا أنها بدأت تعاني من ضيق في التنفس، وصعوبة في البلع، وحاول أطباء التخدير إدخال أنبوبة تنفس للمريضة، ولكن لم يكن ذلك ممكناً لوجود تورم كبير في الحلق، واحتقان، وعند ذلك تم عمل فتحه رغامية للتنفس، ووضع أنبوبة للقصبة الهوائية، وبعدها توقفت الدورة الدموية، ولم تفلح المحاولات في إنعاشها. ونقل النقير تعازي المديرية العامة للشؤون الصحية في منطقة عسير لذوي الفقيدة، رحمها الله، مؤكداً أنه في حالة وجود أي تقصير، أوإهمال، من قبل الأطباء المعالجين للحالة، سواء في القطاع الخاص، أو في مستشفى عسير المركزي، ستتم إحالة ملف القضية إلى اللجنة الصحية الشرعية، أو إلى لجنة المخالفات الطبية، واستكمال كافة الإجراءات النظامية بحق المتسببين وسيتم إطلاع الرأي العام على النتيجة النهائية بعد توصل اللجنة إلى الأسباب وراء حالة الوفاة.