تُكرّم مؤسّسة الفكر العربي، الفائزين في الدورة السابعة من «جائزة الإبداع العربي»، والدورة الرابعة لجائزة «أهم كتاب عربي»، مساء بعد غد الخميس، خلال حفل ختام مؤتمرها السنوي «فكر 12»، الذي تنطلق فعالياته غدًا في إمارة دبي. جاء فوز المؤسسة الفلسطينية تقديراً لتجربتها الفريدة والرائدة في الإسهام بالنمو الفردي والمجتمعي من خلال إنتاج موارد تربويّة تربط الإبداع العلمي بمحاور الحياة اليوميّة وتعزز الروابط الاجتماعية بين مختلف فئات المجتمع الفلسطيني وتبرز مواهب المبدعين الفلسطينيّين وتدعمهم لإنجاز بعض الاختراعات العلميّة. حصل الروائي الجزائري على الجائزة عن روايته «أصابع لوليتا»، لكونها تضع القارئ في صميم الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي العربي راهناً، وتطرح قضايا عدّة: العنف والإرهاب، الاضطهاد السياسي، المنفى والهوية، الحب والمرأة، كذلك مسألة الكتابة والعلاقة باللغة. وكلّ ذلك من خلال تقنيات سرديّة فيها من الجدّة والإبداع ما يستحقّ التنويه، وفيها من التناصّ واستلهام الأدب العالمي ما يهيئها للاحتفاء بها كتجربة إبداعية روائية، وهي من العنوان إلى الصفحة الأخيرة تشي بنيّة واضحة لدى كاتبها في إيصال رسالة إيمان بحوار الثقافات، كما تعبّر عن قناعة لديه بأنّ الثقافة هي نتاج إنساني جامع، وأن هموم البشر ومشكلاتهم وتطلّعاتهم واحدة مهما تنوّعت تمظهراتها. نال اللبناني الجائزة عن مشروع «ومضة»، وهو موقعه الإلكتروني، الذي يعد منصة متميزة بما يقدّمه من دعم لرواد الأعمال. موقع ريادي محفز وممكن للبيئة الحاضنة لريادة الأعمال في الوطن العربي، مصمم على مقاربة شاملة هدفها توفير الدعم الذي يحتاجه الرياديون في حقولهم المختلفة عبر الذراع الإعلامية لومضة وصندوق ومضة كابيتال للتمويل والبرامج والفعاليات التي يقدّمها. حصل المصري على الجائزة عن مشروع «استشعار وإزالة الموادّ السامّة والمشعّة من الماء والهواء والتربة»، وتكرمه المؤسسة لكونه أحد العقول العربية النابغة والمتميزة في تخليق علوم تكنولوجيا المواد النانومترية. تركّزت دراساته على إنتاج وتطوير المواد النانومترية وتطبيقها في مجال الكشف البصري وتنقية البيئة من أنواع الملوّثات المختلفة. واكتشف مواد نانومترية للكشف البصري وإزالة العناصر المشعّة المتسرّبة من محطّة فوكوشيما اليابانية. الإخوة الفلسطينيين سمير ووسام وعدنان، فازوا لأنهم وضعوا المتلقّى العربي والعالمي أمام نتاج موسيقي شبابي جدّي يجمع بين الأصالة والتحديث والتجريب، يجول أنحاء العالم حاملا معه آلة العود وألحان الشرق وأشعار محمود درويش. ساهم الثلاثي في تدعيم صورة الإبداع العربي الفلسطيني في العالم وأمام الجمهورين العربي والغربي على حد سواء، من خلال تحديده خطوطه الموسيقية العريضة وجمعه بين التراث الشرقي والتحديث الموسيقي. فاز الكاتب اللبناني بالجائزة عن كتابه «الشباب ولغة العصر: دراسة لسانية اجتماعية»، لكونه عملا رائدا وتأسيسيا في مجاله، وانتباهة علمية يقظة إلى التبدّلات التي تطرأ على اللغة العربية نتيجة اصطدامها بالوافد من المفردات التي لا مقابل لها فيها، وإلى مخاطر هذا الانزياح القيمي في المشهد اللغوي العربي لصالح اللغات الأجنبية. هذا الكتاب يمثل مرجعاً علمياً يضيء توجه الشباب اللغوي ووجود اللغة العربية وصيرورتها وعلاقتها بالمجتمع المعاصر، كما يدرس المستوى الذي بلغته عملية التغريب الثقافي.