تكرّرت الأمطار السوداء الملوّثة بالأسيد في الأحواز فغصّت المستشفيات باستقبالها أكثر من عشرين مصاباً بضيق التنفس الحاد. ومَنَعَ المحافظ الفارسي المنصّب على الأحواز رؤساء المستشفيات مِنْ إعطاء أرقام المصابين الحقيقيّة لوسائل الإعلام! ونَسبَتْ المصادر الأحوازيّة الأسباب إلى أنشطة الاحتلال السلبيّة في مجال النفط والغاز ومصانع البتروكيميائيّات وربما حتى مفاعل «بو شهر» و«دور خوَيِّنْ» النوويين في الأحواز وعدم خضوعهما للرقابة ومعايير السلامة الدوليّة، بينما أعلن البرلماني الإيراني «عيسى دارايي» عن اِنتشار اليورانيوم الخفيف في الذرّات العالقة بسماء الأحواز. ويوعز «دارايي» الأسباب إلى بقايا القنابل الكيميائيّة إثر الحرب الإيرانيّة العراقيّة (1980-1988) المغمورة تحت التراب وكذلك آثار الهجوم الأمريكي على العراق. وما ينفي أقوال «دارايي» هو عدم هطول أمطار مماثلة جنوبي العراق المتاخم للأحواز بالتزامن مع هطولها في الأحواز، أو عَدَم هطولها في المناطق الفارسيّة التي تفصلها عن الأحواز سلسلة جبال «زاجروس». ووَصَفت القوى الوطنيّة الأحوازيّة الأمطار السوداء بجريمة إبادة جماعيّة ترتكبها طهران، لأنّ الأحواز تشكّل كابوساً لما يسمّى بالأمن القومي الإيراني لمقاومتها المستمرّة، فقبل أسبوع نفّذت «كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر» عمليّتها الرابعة على التوالي خلال أربعة أشهر فقط واستهدفت أكبر خطوط الغاز في الأحواز والمستغل من قبل الاحتلال الأجنبي الفارسي، وأصدرت بذلك «منظّمة حزم» الأحوازيّة بيان مباركة وتأييد للعمليّة أكدت فيه أن الأحواز تشكّل بركاناً نشطاً يقذف حممه على الغزاة الطامعين.