تمكن مقاتلو المعارضة السورية من دخول بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق مجددا أمس السبت ودارت اشتباكات عنيفة على أطرافها بينهم وبين القوات النظامية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويأتي ذلك وسط ضغط كبير تمارسه قوات النظام منذ أسبوعين على مجموعات المعارضة المسلحة في منطقة القلمون التي تقع فيها معلولا. وتمكنت القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني خلال هذه الفترة من السيطرة على بلدة أساسية في القلمون هي قارة وطرد مقاتلي المعارضة منها ومن بلدة دير عطية التي كانوا دخلوا إليها بعد سقوط قارة في 19 نوفمبر. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، إن «اشتباكات عنيفة دارت بين كتائب مقاتلة بينها جبهة النصرة من جهة والقوات النظامية من جهة أخرى في معلولا التي دخلتها الكتائب وتحاول السيطرة عليها». ومن الواضح أن المعارضة المسلحة تحاول تخفيف الضغط عن مقاتليها المطوّقين في مدينة النبك الواقعة شمال معلولا التي تحاول قوات النظام السيطرة عليها بعد طرد مقاتلي المعارضة من قارة ودير عطية. وشهدت معلولا المسيحية جولة معارك في سبتمبر الماضي نزح خلالها معظم سكان البلدة التي دخلها مقاتلو المعارضة قبل أن يخرجوا منها مجددا وتعود إليها قوات النظام. وترافقت تلك الجولة مع موجة ذعر بين مسيحيي البلدة الذين قالوا إن مسلحين أطلقوا النار على الكنائس ووصفوهم بالكفار. كما أفاد المرصد أمس عن غارات جوية عدة على النبك ويبرود القريبة منها، وسط استمرار الاشتباكات العنيفة في النبك، كما دارت اشتباكات في محيط مدينة دوما القريبة من دمشق. وفي طرابلس، قُتِلَ ثلاثة أشخاص وأصيب عشرة آخرون بجروح أمس في اشتباكات بين سنة وعلويين في المدينة الواقعة شمال لبنان، بحسب ما ذكر مصدر أمني. وتأتي هذه الاشتباكات بعد جولة من العنف بين الطرفين وقعت في الأسبوعين الأخيرين من شهر أكتوبر بين منطقتي باب التبانة (ذات الغالبية السنية) وجبل محسن (ذات الغالبية العلوية) في طرابلس، وكانت الثامنة عشرة في إطار مسلسل المواجهات في المدينة منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة في منتصف مارس 2011. وقال المصدر إن «شخصين قُتِلَا، أحدهما فتى في الخامسة عشرة يدعى عمر الحسواني ورجل في العقد الثالث يدعى جهاد مرعب وجُرِحَ سبعة آخرون خلال اشتباكات وقعت قبل ظهر أمس بين باب التبانة وجبل محسن». وبعد ظهر السبت، أفاد المصدر عن مقتل شخص ثالث لم يحدد هويته في تبادل إطلاق النار المستمر. في الوقت نفسه، أشار الجيش اللبناني إلى إصابة عسكريين اثنين بجروح أيضا في تبادل إطلاق النار في طرابلس. وتأتي المواجهات المتجددة في وقت ينفذ الجيش خطة أمنية للفصل بين المتقاتلين. وأوضح المصدر الأمني أن جميع الإصابات بين قتلى وجرحى وقعت في التبانة، وأن الفتى الحسواني قُتِلَ خلال وجوده في مدرسة لقمان في محلة الملولة المتاخمة. وأخلى الجيش المدرسة من الطلاب، بينما أُقفِلَت المدارس الأخرى في المنطقة. وتجدد التوتر في طرابلس اعتبارا من الخميس الماضي بعد أن تم رفع أعلام سوريا في منطقة جبل محسن المؤيدة لنظام بشار الأسد والمطلة على باب التبانة المتعاطفة مع المعارضة السورية، فارتفعت على الإثر أعلام «الثورة السورية» في باب التبانة. في اليوم نفسه، اعترض مسلحون أربعة عمال من الطائفة العلوية عند مستديرة أبو علي في طرابلس بينما كانوا عائدين سيراً على الأقدام من مقر عملهم في بلدية طرابلس إلى منازلهم في جبل محسن، وأطلقوا الرصاص على أقدامهم، ما أثار تنديداً واحتجاجات في أوساط العلويين. وصباح أمس، أقدم مسلحون على إطلاق النار باتجاه رجل من جبل محسن خلال مروره في منطقة المنكوبين السنية، بحسب ما ذكر بيان الجيش، «وعلى الأثر، شهدت منطقة جبل محسن – التبانة عمليات قنص، كما تعرض عدد من مراكز الجيش لإطلاق النار، وقد ردّت وحدات الجيش على مصادر إطلاق النار، كما أوقفت أحد الأشخاص المشتبه فيهم بالاعتداء على المواطن المذكور».