عبر رجال أعمال ومديرو محلات تجارية عن رضاهم التام لما وجدوه من قرار تأنيث المحلات النسائية من إيجابيات، لافتين إلى مواجهتهم بعض السلبيات، أبرزها تسرب حوالى 10% من السعوديات بعد بداية مباشرتهنّ للعمل. وأكد محمد الشهري، صاحب محلات نسائية في جدة، ل»الشرق»، أنه وجد لدى العاملات السعوديات مصداقية وحماساً للعمل، ورأى في الوقت ذاته أن البائعين الذكور أكثر منهنّ انضباطاً وتحملاً للمشقة، كما أكد رغبة عدد كبير منهنّ في التعلم، وجديتهنّ في الاستمرار وتطوير المحل، وامتدح طريقتهنّ في الحديث مع الزبونات، وطريقة إقناعهنّ للعميلات بمميزات المنتجات، لافتاً إلى أن نسبة المبيعات زادت 20% عن الفترة نفسها من الشهر الماضي. أما عن السلبيات التي رصدها الشهري بعد تطبيق القرار، فيقول «فوجئت قبل إجارة منتصف العام بإحدى العاملات تطلب مني إجازة؛ لأنها ستسافر مع عائلتها لأسبوع، وهذا بالطبع غير مقبول في مجال البيع؛ لأن فترة أسبوع الإجازة هي الذروة في البيع؛ نظراً لكثافة المتسوقين، وقدوم بعض الزوار من المدن والدول المجاورة»، وذكر أن ما وصفه «الحماس الزائد» من قِبل بعض البائعات يؤدي لنتائج عكسية، خصوصاً في طريق العرض وتغيير الديكورات؛ بسبب قلة خبرتهنّ في هذا المجال، وطالب الشهري وزارة العمل ببث مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع والتلفزيون لتوعية البائعات بالمسؤولية الملقاة على عاتقهنّ، لافتاً إلى أن بعض الموظفات رفضن الترسيم وتوقيع العقود؛ ليحصلن على مساعدات «حافر»، أو لأنهنّ مطلقات أو أرامل ويحصلن على ثمانمائة ريال من الضمان الاجتماعي. أما عن البائعين الذين كانوا يعملون في المحلات قبل تأنيثها، فيقول الشهري «انتقلوا لفروع أخرى لا تستدعي التأنيث، وبعضهم يعمل الآن في مقر الشركة الرئيسي كإداري أو مسؤول توظيف، وهناك من وجد وظيفة أخرى في مجال بعيد عن البيع». من جهتها، أوضحت البائعة نرجس أنها «مرتاحة» في بيع العطور ومستحضرات التجميل؛ لأنها تحب هذه المستحضرات، وتجيد استخدامها، وتعرف ما يناسب كل بشرة، على حد قولها، وتضيف «قبل أن أكون بائعة هنا، كنتُ زبونة للمحل نفسه، وأعرف كل منتجاته، وطريقة استخدامها»، وبسؤالنا لها عمّا إذا كانت تتعرض لمضايقات، قالت «المكان آمن وسط السوق، ورجال الأمن يملؤون الأنحاء، كما أن جميع الممرات والمحلات مزودة بكاميرات للمراقبة، والإدارة في تواصل مستمر، والزبائن ودودون جداً، وأشعر أنني وجدتُ عملاً يناسب طبيعتي كأنثى أخيراً»، مضيفة أن المواصلات تظل مشكلتها الوحيدة، وقالت «أكثر من نصف مكافئة التدريب تذهب للسائق». وتقول البائعة عبير إن أكثر ما يضايقها «غير المواصلات طبعاً» نظرة الانتقاص أو الشفقة من قِبل بعض الناس، الذين يظنون أن ما دفعها للعمل كبائعة هو ظروفها الصعبة، مؤكدة أن العمل ليس عيباً، وأنها تسعى لأن يكون لها دور في المجتمع، بدلاً من «الجلوس في المنزل بلا فائدة»، حسب قولها، واقترحت عبير على صاحب العمل أن يوفر لها ولزميلاتها البائعات حافلة خاصة تنقلهنّ بين منازلهنّ ومقر عملهنّ؛ لحل مشكلة المواصلات لدى أغلب البائعات من ناحية، ولضبط حضورهنّ في الوقت المحدد من ناحية أخرى. من جهته، يقول عبدالله عبداللطيف، مدير أحد المحلات النسائية، إن هناك عدداً من العقبات التي تقف أمام المرأة العاملة بشكل عام والبائعات والكاشيرات بشكل خاص، وهي عدم توفر المواصلات، وتقبل ذويهم لنوع العمل الذي يؤدينه، إضافة إلى نظرة المجتمع لهنّ، مشدداً على أهمية ثقة البائعة بنفسها، وأهمية ما تمارسه من عمل، وأضاف «هناك بعض الفتيات تركن العمل ليس لأنهنّ غير أكفاء، بل لأنهنّ جعلن غيرهنّ يقرر عنهنّ، واستمعن لنقد المحبطين والمثبطين من أقاربهنّ وصديقاتهنّ والمجتمع، دون أن يحددن ماذا يردن هم».