نوّع معهد أكاديمية نفيسة شمس للفنون والحرف التابع لباب رزق جميل للحصول على السجاد مخرجات إنتاجه لتشمل الحقائب والسبح وأردية الصلاة وذلك ضمن برنامج عمل المرأة من المنزل، الذي يهدف إلى توفير مزيد من فرص العمل للسيدات، وتزويد السوق بمنتجات سعودية متقنة الصنع قادرة على المنافسة وبجودة عالية. وأوضحت مدير عام أكاديمية نفيسة شمس للفنون والحرف جواهر الزهراني ل«الشرق» أنه يتم في البدء عملية تدريب المرشحات على الإنتاج، يليها إحالة الفتيات لخط الإنتاج وتسليمهن المواد الخام كاملة ليقمن بالعمل من المنزل، وإتمام الحياكة، ويوجد نصاب لكل عاملة وجداول زمنية لاستلام المنتجات في صورتها النهائية لتمر على فنيات متخصصات في الفرز داخل الأكاديمية للتأكد من مطابقة المنتجات معايير الجودة قبل تغليفها وتسليمها للعميل، إضافة إلى وجود إجراءات واضحة للعمليات الإنتاجية ومعايير لكل مرحلة يجب استيفاؤها، وتنتهي العملية الإنتاجية بالتعبئة والشحن إلى العملاء كمرحلة نهائية. وتضيف الزهراني يعد تدريب الحرفيات من الركائز الأساسية التي تنتهجها الأكاديمية قبل بدء العملية الإنتاجية وهو ما يسمّى التدريب الموجّه بالأداء وذلك بغرض الارتقاء بالمنتج الحرفي، حيث يتم عقد نوعين من البرامج التدريبية (المستوى المبتدئ لإكساب المهارات الأساسية للحرفة، المستوى المتقدم لتطوير وصقل المهارة). كما يتم الربط بين متطلبات العملية الإنتاجية والمهارات اللازمة لها، إضافة إلى التدريب على رأس العمل مما يساهم أيضاً في علاج الانحرافات التي تواجه الإنتاج في ورش تدريبية تمارس فيها الملتحقات بالبرامج التدريبية التطبيق العملي المستمر لضمان اكتساب المهارة باستخدام عدد من التقنيات الحديثة وأدواتها. وعن الوقت المستغرق لإنجاز السجادة الواحدة قالت يختلف الوقت المستغرق لإنتاج السجادة باختلاف التصميم، ويتم تحديد الوقت لكل سجادة من خلال مشرفات خط إنتاج السجاد، وتحرص الأكاديمية على ألا تزيد عدد ساعات العمل من المنزل عن 8 ساعات يومياً مع مراعاة عدم عمل السيدة المنتجة في عطلة آخر الأسبوع، ثم يتم تحديد النصاب الشهري المطلوب من كل عاملة في خطوط الإنتاج، وبذلك تطبق الأكاديمية مفهوم العمل من المنزل دون أن يشكل ذلك ضغطاً على المرأة العاملة أو التزاماتها تجاه منزلها. وأبانت الزهراني أن الأكاديمية تتجه إلى زيادة عدد المستفيدات من برنامج عمل المرأة من المنزل من خلال توقيع مزيد من الاتفاقيات التسويقية والمبادرة بافتتاح عدد من خطوط الإنتاج في مجال الهدايا التذكارية. وقالت إن معدل الإنتاج الشهري يبلغ 15000 سجادة، من خلال (300 ) امرأة عاملة من المنزل، ويتم تسويق المنتج من خلال العقود التسويقية ودراسة متطلبات السوق وأذواق المستهلكين ليتم إنتاج ما يمكن بيعه وليس العكس، وذلك يضمن دخلاً دائماً للسيدات المنتجات فهن بدورهن لا يتحملن مخاطر التسويق والبيع إنما يعد ذلك من اختصاص الأكاديمية، وقد ساهم التوجيه الحكومي بأن تكون الهدايا التي تقدم للضيوف والزوار من منتجات الحرف والصناعات اليدوية السعودية في تعاقد جهات حكومية لشراء منتجات الأكاديمية وتقديمها كهدايا، ومنها شركات السيارات ومؤسسات الطوافة والحج والبنوك التجارية وعدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية، إضافة إلى البيع الفردي من خلال معرض الأكاديمية والمشاركة في الفعاليات. وقالت الزهراني : بدأت الأكاديمية في التصدير لليابان بمعدل 1500 سجادة شهرياً لوضعها في سيارات تويوتا التي يتم تصديرها لبعض دول الخليج، وتعتزم حالياً الانتشار على مستوى دول الخليج العربي ثم الانتقال للدول الإسلامية باعتبار السجاد منتجاً إسلامياً، وهذا سيفتح آفاقاً جديدة أمام العاملات لزيادة إنتاجهن. وأضافت بأنه يوجد بالأكاديمية قسم خاص بالفنون البصرية يضم نخبة من المصممات والفنانات التشكيليات بهدف استحداث التصاميم الجديدة واستيحاء الأفكار من فنون التراث الإسلامي الثري بالزخارف وفنون الخط العربي إضافة إلى هوية المملكة والموروث الشعبي لمناطقها المختلفة، وهناك تصاميم خاصة يتم إعدادها وفق طلب ورغبة العميل، ويقتصر دور الفتيات العاملات في خط الإنتاج على تنفيذ هذه التصاميم وتجسيدها كمنتج تام مطابق لمعايير التصميم. وتوضح الزهراني أن الأكاديمية تقدم دورات متنوعة في المجال الحرفي والإداري وذلك وفق متطلبات سوق العمل ومن الدورات التدريبية التي تقدمها دورات الخياطة وتصميم الأزياء وفنون التجميل والتصوير الرقمي والطهي، والسكرتارية التنفيذية، وخدمة العملاء، وكيف تبدئين مشروعك. وإيماناً منا بأن التعليم والتدريب أداة تمكينية مهمة في مواجهة ظاهرة الفقر بمعناه الشمولي (فقر الدخل، ونقص المهارات) فإنه تم عقد شراكات استراتيجية مع عديد من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص في برنامج المنح التدريبية الذي يستهدف الفتيات من الأسر محدودة الدخل، ومن أبرز تلك الجهات: الصندوق الخيري الاجتماعي، جمعية ماجد بن عبدالعزيز للتنمية، صندوق تنمية الموارد البشرية، و تمكنت الأكاديمية من تدريب ما يزيد عن 6000 فتاة منذ عام 2007 م.