أعلنت الشركة الوطنيّة الإيرانيّة للغاز عن إفلاسها بُعيْد أسبوع واحد فقط من تسلّم طهران رئاسة المنظمة الدوليّة للغاز وما رافقها من دعاية وابتهالات في إعلامها الرسمي. وبعد مرور عشر سنوات من تدشين ثلاثة حقول غازيّة في الأحواز والخليج العربي، أهدرت الشركة كميّات الغاز المحترق بقيمة 10 مليارات دولار لتوفّر 150 مليون دولار فقط! وفي عدّة مناسبات أعلنت إيران أن انتصارها في سوريا يساوي فرض معادلتها الإقليميّة مقابل المعادلات الأخرى وفي مقدّمتها السعوديّة، أما قطر، فترى إيران أنها ستُجْبَر على التفاوض مع طهران بعد نجاح الأخيرة في مجال تصدير الغاز عبر العراق ومروراً بسوريا والبحر المتوسّط ووصولاً لأوروبا، وتقليل أهميّة تركيا بعد الالتفاف عليها. وتتطلع طهران لإيصال الغاز لأوروبا بعد تسوية ملفها النووي مع المجموعة 5+1، إلا أنّها تواجه عراقيل عدّة أمام تحوّل أمريكا من مستورد إلى مصدّر للغاز، خاصّة أن واشنطن أدرجت برنامج تصدير الغاز لأوروبا خلال الأعوام القادمة، ناهيك عن تعاقد روسيا مع كوريا الجنوبيّة لصنع 15 ناقلة لنقل غازها إلى أوروبا. والفشل الإيراني في استغلال الغاز وحرق كميّات هائلة مِنه قبل استخراجه وصناعته، أدّى إلى تكوّن سحاب كثيف من الأسيد والمواد السامّة، نزلت مع هطول الأمطار في الأحواز، فتسبّبت بإصابة أكثر من 6500 مواطن بأزمة ضيق التنفّس، الأمر الذي يؤكّد إفلاس إيران اقتصاديّاً وأخلاقيّاً.