يا بني سأل جهنوذ السندوناني تلميذه: أتعرف العشق؟ قال: ياشيخي، أمد الله صبابتك، قرأت عنه في كتب التاريخ وشاهدته في أفلام الفرنجة. قال: مشكلتك أن لا فرق عندك بين غزل النساء وزيارة المريخ. حدثنا قنبوط البطنيطي: كل من يدعي العشق منا فهو كاذب. قيل له: لما ذاك؟ قال: أيعشق الرجل المرأة أم زيها؟ السعوديون تجار قماش وبائعو عباءات. ومنع أبو حنتمة خطيب ابنته وجدي الهيماوي من رؤيتها ثم تزوجها بعد زمن فقلنا له: أتدخل بامرأة لا تعرف شكلها؟ قال: عرضت صور الفنانات على أبيها فكانت أقرب إلى شيرين سيف النصر. وسئل هبنقة عن اجمل النساء هل هي: آنجلينا جولي أم نانسي عجرم أم ديانا؟ فقال: بسطوا السؤال، أيهن تشبه أمي فهي جميلة. وحدثنا جعيفر العبيط أن تاجر القماش خنظرة بن صندوة قال: علامة الجميلة انتفاضة صدرها وتكوير عباءتها. وتزوج معلم صبيان إمراة مبرقعة وكان أهلها على ثراء واضح يقضون صيفهم في بلاد الفرنجة فلما زارهم في جنيف لم يعرفها. قيل له: هذه زوجتك. قال: أين برقعها؟ وسمعنا أن بعطوط الكردلاني، وهو من وجوه الأمة، استنكر شيوع ظهور النساء دون حجاب وقال: أنمضي أعمارنا في التعرف إلى عباءاتهن فنفاجأ بهن كاشفات؟ تلك القسمة الضيزي. وقيل لحلدومة المصري: أتعرف زوجتك؟ قال: إن لم تخلع خاتم زواجها. وألبس فنطوس الروماني زوجته برقعاً. قيل له: مالك والبرقع إنما انت نصراني؟ قال: أغظتموني ترون وجه زوجتي ولا أرى نساءكم. وقلنا لوجيه البرقوقي: ألا تعدد وأنت صاحب ثراء؟ فقال: التعدد نفقة في العباءات فكلهن متبرقعات وفي الظلمة متشابهات. وكان السيد ونيس لايتزوج من نساء قومه أبداً فلما سئل قال: ألا يحق لي أن اعرف وجه امرأة تشاركني بيتي؟ وتزوج حنبوكة المنفوحي امرأة سرقته بعد يومين فلما ذهب إلى ديوان الشرطة سألوه أوصافها قال: كان برقعها أسودا مثل حظي.