شيع أهالي حائل، أمس، الطفلة وهب حسين الشمري التي توفيت أمس الأول بسبب الخوف من صوت جرس الإنذار أثناء عملية إخلاء افتراضية في المدرسة السابعة للبنات. ولم يستطع والد الطفلة التحدث ل «الشرق» بعد الصلاة عليها في جامع برزان ودفنها في حائل، إلا أن خال والد الطفلة وهب، باتع الحماد، قال إن الأسرة فُجعت بخبر وفاة «وهب»، بعد أن أودعوها أمانة لدى مسؤولي التربية والتعليم لتنهل العلم، لكنها توفيت نتيجة إهمال إدارة المدرسة التي لم تستطع التعامل مع الموقف، مضيفاً أن والدَيْ وهب فقدا أعز ما يملكان، ابنتهما ذات الثماني سنوات، لأن إدارة المدرسة لم تبلغ الطالبات بالتجربة الافتراضية، وأنهم سيطلقون جرس الإنذار في المدرسة، الأمر الذي يخيف الكبير، فكيف بالصغير؛ فقد تسبب الصوت في صدمة للطالبات بسبب فجائية الموقف، وأجزِم أن الطالبات لو كُنَّ على علم به لما حصل ذلك، لكننا نؤمن بالقضاء والقدر، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، ونسأل لماذا لم يتم مسبقاً التنسيق مع أولياء الأمور قبل التجربة حتى تستعد الطالبات نفسياً، ويتم شرح الأمر لهن. وطالب الحماد مسؤولي وزارة التربية والتعليم بإدراك حجم مسؤوليتهم، وتفهُّم واجباتهم نحو خدمة وطنهم وأبنائهم، واتخاذ تدابير أكثر أمناً، موضحاً أن السن والفئة العمرية لطلاب وطالبات المرحلة الابتدائية هو سن اللهو واللعب والبراءة، وهو يحتاج إلى دور مشترك بين البيت والمدرسة، ودور أكثر فاعلية من وزارة التربية والتعليم. وأضاف الحماد بمرارة، إن أحداً من المسؤولين في إدارة التربية والتعليم في المنطقة لم يتصل لتخفيف مصابنا في فقدان وهب، ولم تتصل إلا امرأة اسمها «أم فهد» تقول إنها مديرة المدرسة التي كانت تدرس فيها وهب، مردداً «حسبي الله ونعم الوكيل يا إدارة المدرسة». واختتم الحماد قائلاً إن والد وهب أدخلها إلى المدرسة في الصباح وهي تضحك، وأخرجها منها ميتة، وكانت وهب تقول لي «عمو.. نبي نجي الجمعة نشوف المطر»، أما إدارة المدرسة فلم تتصل بالإسعاف، بل بأبيها، حيث أعطوه إياها خارج المدرسة، وظلت تنازع حتى ذهبت إلى ربها وهي في حضنه بسيارته قبل وصوله إلى المستشفى. وأشار الحماد إلى أن إدارة المدرسة لم تتصرف بشكل صحيح، فهم لم يستدعوا الإسعاف، ولم يُجروا للطفلة التنفس الاصطناعي في مثل هذا الموقف، وهو ما يفترض أن يعلِّموه للطالبات، مشيراً إلى أن والد وهب يعمل في مركز التأهيل التابع للشؤون الاجتماعية في تيماء، ولديه هو وزوجته ابنهم سالم، وطفلة حديثة الولادة، وكانت وهب أكبر أبنائه، وهو الآن يرفض العودة إلى تيماء بعد أن فقد ابنته، ويطالب بنقله إلى فرع الشؤون الاجتماعية في حائل، خصوصاً أن نفسيته سيئة، بالإضافة إلى حالته الصحية بسبب العمليات التي أجراها سابقاً، وبسبب أنه يعيل أمه المقعدة والكبيرة في السن. يُذكر أن «الشرق» نشرت خبر وفاة وهب في عددها أمس.