صدم سائق كان يقود حافلته على إحدى الطرق في محافظة اللاذقية، سيارة تعود لرجال أمن كانت تسير بعكس الاتجاه، فاحتج السائق على سيرهم بعكس الاتجاه وحملهم المسؤولية، إلاأنهم قابلوه بالضرب، فما كان من السائق إلا أن توجه إلى المحافظ لتقديم شكوى، مصراً على موقفه، وعند خروجه من مكتب المحافظ، فوجئ بعناصر الأمن يهاجمونه ويضربونه ضرباً مبرحاً، وذهب إلى أهالي قريته «دمسرخو» (علويون) دون أن يمسح آثار الدماء فثار الأهالي وتجمعوا وذهبوا إلى مكتب المحافظ، وهناك حضر بعض ضباط الأجهزة الأمنية وبعض مشايخ الطائفة العلوية، وهدأوا الثائرين واعدين إياهم بصيانة حقوقهم، لكن هذا الكلام لم يرض به أهل القرية، فتجمع نحو 400 شاب وقطعوا الطريق الدولية المتجه إلى تركيا لبضع ساعات مطالبين بمحاسبة عناصر الأمن الذين انتهكوا حقوقهم.جرت الحادثة يوم الثلاثاء الماضي ولم تنته بعد، وهي تذكر ببدايات الثورة السورية عندما انتهك شرطي حقوق أحد المواطنين في حي الحريقة بدمشق، ونزل آنذاك وزير الداخلية لتهدئة الناس، لكن هل يستطيع أهل «دمسرخو» أن يصرخوا كأهل دمشق «الشعب السوري ما بينذل»، أو كأهل درعا «الموت ولا المذلة» وهل يمكنهم أن يعوا أن الاستبداد لا يميز بين الطوائف ولا المناطق في القمع والظلم، أم سيظلون حبيسي قمقم طائفية النظام.