استقبل الفلسطينيون في قطاع غزة عيد الفطر السعيد وهم يعانون من ويلات وعذابات الحصار الاسرائيلي للعام الثالث على التوالي، وكذلك من نتائج الحرب الأخيرة ضدهم التي خلفت آلاف الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة. ويستهل أهالي الشهداء في غزة أول ايام العيد بزيارة أضرحة أبناءهم الذي قضوا على يد الاحتلال الإسرائيلي وهم يذرفون الدموع، ويستذكرون الذكريات السعيدة التي قضوها معهم. "أم محمد" جلست على بجوار قبر ابنها ابراهيم في مقبرة الشهداء شرق مدينة غزة وهي تتلو الفاتحة على روح ابنها الشهيد الذي قضى خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة. وقالت والدموع في عينيها ل "السعودية": "كيف احتفل في العيد كباقي الناس وابني ليس في حضني، لأن العيد ليس له طعم بدونه". وأضافت "كان ابراهيم (10 أعوام) العيد الماضي بيننا ولكنه ليس بيننا اليوم.... حسبنا الله ونعم الوكيل". وقامت أم محمد بتوزيع الكعك والمعمول على أطفال تواجدوا في المكان. ولكن معاناة أبو محمود عبد ربه شرق جباليا شمال قطاع غزة، تختلف عن معاناة أم محمد فهو يحتفل بالعيد على انقاض منزله الذي دمره الاحتلال خلال حربه الأخيرة. واستقبل أبو محمود الضيوف من الجيران والأقارب الذين جاءوا ليهنئوه بالعيد في خيمة بالية يقطن فيها هو وأفراد أسرته الثمانية. واشار الى أن منزله كان مكونا من طابقين والان أصبح أثرا بعد عين بعد هدمه من قبل جرافات الاحتلال، منوها الى أنه منذ انتهاء الحرب في 22/1/2009 وهو يعيش مع افراد اسرته في هذه الخيمة. وأكد أن معاناته تجددت في هذا العيد لان الاحتلال سرق منهم الفرحة والابتسامة، ولسان حاله يقول: "عيد بأي حال عدت يا عيد". وكذلك لا ننسى اهالي الاسرى الذين يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي والذين كان العيد بالنسبة اليهم مناسبة لتجديد احزانهم ومعاناتهم على فرافق فلذات أكبادهم.