كان حلمي أن أكمِّل دراستي للحصول على الدكتوراه، ولكن في جيلي كانت الثانوية نهاية المطاف، فالتحقت بالدراسة الليلية حتى حصلت عليها.. بهذه المقدمة أظهر عايد بن مطر العنزي حماسته للتعليم، وهو رجل عصامي تجاوز الخمسين بقليل يستعد حالياً للزواج من زوجة ثانية طلباً للعلم - كما يؤكد. سألته مباغتاً: ما دخل العلم بالزواج؟ فقال: قد لا تصدقون أنني فعلاً كنت أبحث عن متعلمة، فزوجتي الجديدة خريجة جامعة وهي في العشرينات من عمرها ومتخصصة في التربية الإسلامية، وأنا قد حُرمت من إكمال دراستي لأن أنظمة الجامعات السعودية لا تعطي الحق لمن تجاوز الأربعين لدراسة الماجستير، وظروف العمل وتربية الأولاد - وكلهم ولله الحمد متعلمون - حالت دون أن أكمل دراستي، وحتى البكالوريوس بالانتساب عقَّدوها، ولم تكن في الحدود الشمالية أية جامعات حتى زار المنطقة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- قبل سنوات وأمر بافتتاح جامعة الحدود الشمالية. وعن أمنياته وهل تحقق منها شيء، يضيف: لم أكمِّل دراستي، وهذه أمنية لم تتحقق، فلجأت إلى الزواج من متعلمة لنناقش ونستفيد، فأنا أهوى التعليم منذ الصغر وكنت أعشق التدريس ولا أمانع أن أشرح لأبنائي في القواعد والجغرافيا التي أجيدهما تماماً والتربية الإسلامية بالطبع وكذلك العلوم، ولهذا خطبت زوجتي الحالية حوالي ثلاث مرات وكان الحساد يحولون دون نجاح الزواج، حتى قررت بعد مضي ست سنوات منذ آخر مرة خطبتها أن أخطبها سراً وفعلاً سافرت دون أن يشعر بي أحد إلى الأحساء مقر سكنها وعقدت عليها، وحالياً انتظر انتهاء فلتي الجديدة لأسكنها فيها في الدور العلوي. وعن مشاعر زوجته السابقة قال بثقة: بالعكس أم العيال شجعتني وحينما علمت بالخبر احتفلت بي بحفلة كيك وعصائر وطالبتني بأن أذبح خروفاً بهذه المناسبة. وعن فكرة التعدد يقول: التعدد شرع إسلامي أصيل لا أرى فيه شيئاً سيئاً، فالرسول (ص) قدوتنا وقد تزوج على عائشة ثلاث نساء رغم حبه المعلن لها، فالتعدد ليس خيانة أو نكراناً للجميل، بل هو سنة كونية أدعو الشباب إليها لحل مشكلة العنوسة في المملكة.