هاجم كتاب وصحفيون سعوديون برنامج "أحمر بالخط العريض"، الذي يبث على قناة LBC اللبنانية، مطالبين بإيقاف تجاوزاته؛ بسبب ترويجه للانحراف، وتعمده الظاهر في تطعيم حلقاته بفضائح سعودية". الهجوم أثارته حلقة الأسبوع الماضي من البرنامج، والتي تناولت قضية "الضعف الجنسي"؛ حيث بثت الحلقة تقريرا تلفزيونيا من مدينة جدة بالمملكة، يصور كيفية قيام شاب سعودي باستدراج الفتيات من الشوارع والأسواق بغرض ممارسة الجنس معهن. الكاتب الصحفي حمود أبو طالب كتب مقالا في صحيفة "المدينة" تحت عنوان: "وقاحة بالخط العريض"، قال فيه: إن "البرنامج اعتمد أسلوبا فضائحيا فجا وصل إلى أقصى حدود الابتذال والتهتك". واعتبر أن الحلقة التي بثت تقرير الشاب السعودي "دعاية وتسويق للجنس المبتذل والدعارة العلنية من خلال بعض الجهلة الممتلئين بالوقاحة والفارغين من كل موجبات الاحترام". أما الكاتبة أمل زاهد، فقد اتهمت في مقالها بصحيفة الوطن في عددها الصادر يوم 5-7-2009 البرنامج بتعمد تطعيم حلقاته بفضائح سعودية من الطراز الذي يندى له الجبين، مؤكدة أنه "يتعمد استخدام المرأة السعودية ويتاجر بغرائبها؛ كونها تشكل دوما بؤرة توتر وقلق في مجتمعها فيستغل ذلك أسوأ استغلال". كما دعت زاهد ل"فضح الأصوات المأجورة التي تتحدث في البرنامج، وكيف يتم شراؤها لعرض أصواتها النشاز". بدوره، طالب الكاتب علي القاسمي، في عموده اليومي بصحيفة الحياة اللندنية 6-7-2009، بوقف ما أسماه تجاوزات البرنامج عند حدها، معتبرا أن "قصة الشاب السعودي صائد الفتيات، عبث وافتراء وسطو علني على تركيبة ثقافية ونسيج اجتماعي متماسك". وقال: إن "وصف حالة الشاب وكأنها صورة مكررة لما خلف الكواليس، لا تعدو سوى وسيلة لقولبة الفضيحة، وانتقاء الفرد المغلوب على أمره في إظهار المشهد الفضائحي على أنه الحقيقة المنزوية". ولم يعرض البرنامج أمس الأربعاء كعادته، ولم يصدر أي تعليق من القناة حول أسباب عدم عرضه، ولم يتسن لمراسل "إسلام أون لاين.نت" الاتصال بمقدم البرنامج لمعرفة سبب عدم عرض البرنامج. كما لم تعلن أي جهة رسمية سبب عدم عرض البرنامج، إلا أن مراقبين فسروا الخطوة بوجود ضغوط سعودية مورست على القناة ذات التمويل السعودي؛ لإيقاف البرنامج، أو إعادة هيكلته برؤية جديدة، ويملك الأمير الوليد بن طلال 85% من أسهم القناة. في المقابل، قال مالك مكتبي مقدم ومعد البرنامج: إن القضايا المطروحة في البرنامج مستوحاة من المجتمع العربي، وعايشها الكثير من الناس. وقال في تصريح ل"إسلام أون لاين.نت" يوم الخميس: إن "البرنامج يحمل أحيانا صفة الجراءة، لكنه يناقش أيضا قضايا اجتماعية إنسانية وصحية بكل موضوعية ومهنية، موضحا أنه في حالة وجود حلقة مثيرة أو جريئة يتم تنبيه المشاهد بأن الحلقة للكبار فقط". وردا على هجوم الكتاب الموجه للبرنامج، رفض "مكتبي" وصف البرنامج بالباحث عن الإثارة الرخيصة، قائلا: إنه "يرفض أسلوب الإثارة المبتذلة"، مبينا أن "البرنامج يطرح المواضيع كما هي وبدون أقنعة، وبدون أن نحاول إخفاء أنفسنا". وأضاف: "سقف النقاش لا يضعه البرنامج بل يضعه الجمهور الذين يريدون أن يعبروا عن أنفسهم ومشاكلهم، ودور الإعلامي هنا يكمن في محاولة الاستماع للضيف وعكس قصته للجمهور". تجدر الإشارة إلى أن برنامج "أحمر بالخط العريض" يستقطب بشكل أسبوعي تقريبا، فتيات سعوديات يتحدثن عن حياتهن في قضايا مختلفة يكمن قاسمها المشترك في الإثارة؛ حيث سبق أن استضاف سعوديات في حلقات تحدثت عن قضايا حساسة، كالاغتصاب، والاختلاط بين الجنسين، والتحرش، والشذوذ، وماضي الفتاة الجنسي قبل الزواج؛ الأمر الذي أثار حفيظة سعوديين اعتبروا أن البرنامج يحرص على تقديم السعوديات كعينات لتسليط الضوء على قضايا تجاوزت الخط الأحمر بالنسبة للمجتمع السعودي. وعرض التقرير الذي تضمنته الحلقة الماضية التي أثير حولها الجدل، الطريقة التي يصطاد بها الشاب فريسته؛ وذلك عن طريق رقم الجوال الذي يضعه على سيارته، ومن ثم يجلبهن إلى شقته التي زودها بكل مستلزمات الإثارة.