تداولت العديد من منتديات الإنترنت، أنباء عن اعتقال حسن شحاتة، وهو أحد غلاة المتشيعين المعروفين في مصر، والمعروف بخطبه التي يسب فيها صحابة النبي صلى الله عليه وسلم والسيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بألفاظ بذيئة ، دون تأكيد نبأ اعتقاله بشكل رسمي من جانب السلطات المصرية. وجاء في غرفة مصر والشيعة في "البالتوك"، أن شحاتة الذي كان يعمل في السابق خطيبا لمسجد كوبري جامعة القاهرة، ومقدما للبرنامج التلفزيوني الشهير "أسماء الله الحسنى" في التلفزيون المصري خلال فترة التسعينات، تم اعتقاله الأسبوع الماضي ومعه الكثيرين من أصحابه. ويجاهر شحاتة الذي سبق وأن اعتقل عام 1995 بإساءته إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي وصفها من على المنبر ب "الحميراء" تصغير لكلمة حمارة، وكذا صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين يصفهم بأنهم "جهلة كانوا يلجئون إلى أمير المؤمنين (علي ابن طالب) في كل معضلة تشهد على جهلهم". إلى ذلك، كشف الناشر ومحقق التراث، الشيخ أشرف عبد المقصود في مقال تنشره "المصريون" في عددها الصادر اليوم عن تورط مؤسسة "الأهرام" في الترويج للفكر الشيعي في مصر، عن طريق توزيع مطبوعات ومجلات تصدرها الحوزات ومراكز الدراسات الشيعية الممولة من إيران، مقابل أسعار زهيدة. وحدد الباحث المهتم بالاطلاع على الإصدارات والدراسات الشيعية، أسماء بعض من هذه الإصدارات التي بدأت تغزو في مصر بقوة خلال الفترة الأخيرة، في إطار المساعي الرامية لنشر الفكر الشيعي في البلاد، ومنها: "المنهاج"، "الكلمة"، "البصائر"، "المحجة"، "فقه أهل البيت"، "الغدير"، "النور"، "نصوص تراثية"، "العالم"، "تراثنا". وأوضح عبد المقصود أن هذه المجلات غالبًا ما يتم طباعتها ببيروت في مطابع ومراكز متخصصة في نشر أسوأ الكتب الشيعية تطرفا، كما يظهر من بيانات الطبع، والبعض منها يأتي من لندن، وجميعها يتم توزيعه في مصر عن طريق المؤسسات الصحفية الحكومية الكبرى وتحديدا مؤسسة "الأهرام". لكن ما هو أخطر من ذلك، هو أن هذه المجلات تعتمد في توزيعها في مصر على رموز فكرية مصرية بإدراجها ضمن أعضاء هيئاتها الاستشارية، ومن بينهم المفكر المعروف الدكتور أحمد كمال أبو المجد، والمفكر الإسلامي الدكتور محمد سليم العوا، من خلال محاولة التمويه على القارئ وإضفاء الثقة عليها. فقد ورد ضمن أعضاء الهيئة الاستشارية لمجلة "الغدير" اسم الدكتور أحمد كمال أبو المجد، والذي سبق أن دخل في مناظرة قبل ثلاث سنوات مع الشيخ خالد الجندي على قناة "أوربت" دافع خلالها بشدة عن الشيعة وقلل من خلافهم الفكري مع السنة، رغم أنه كان مشرفًا على رسالة دكتوراه للراحل الدكتور حافظ موسى عامر نوقشت بكلية الحقوق جامعة القاهرة سنة 1995م، تحت عنوان "عصمة الإمام في الفقه السياسي الشيعي" والتي تدور حول "انحراف" الفكر الشيعي. فيما جاء اسم الدكتور محمد سليم العوا ضمن أعضاء الهيئة الاستشارية لمجلة "نصوص تراثية"، وهي المجلة التي يؤكد الباحث أنها تتسم بالتطرف، مدللا بما ورد في عددها التاسع الذي يتضمن مقالات متنوعة تتحدث عن التأسيس والتأصيل والتمجيد للخرافات الشيعة في مسألة المآتم الحسينية واللطم والتطبير. وساق نموذجًا من الافتراءات بحق السُّنة التي وردت في مقال بعنوان: "الإصلاح الديني وكتب الأدعية والأذكار والزيارات" يهاجم فيه كاتبه حيدر حب الله، أهل السنة، وينعتهم بالخيانة، متهمًا إياهم بتحريف الطبعات للأصلية لكتبهم الحديثية، وهو ما دفع الباحث للتساؤل عما إذا كان العوا يرضى بذلك؟. واستنكر عبد المقصود على العوا دفاعه بشدة عن الشيعة وتهوينه من خطورة وانحراف مذهبهم، إلى حد قوله في محاضرة له، إن الخميني قال: "إنَّ سب الصحابة كُفر!!"، رغم أن هذا لا أساس له من الصحة، مبديا تحديه له أن يأتي بدليل على صحة ما نسبه إلى الخميني بهذا الشأن. وفي الوقت الذي ينفي فيه ادعاء العوا، يسوق عبد المقصود دلائل على سب الخميني لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من كتبه، ومن بينها كتاب الطهارة- طبعة طهران – الذي يصف "عائشة وطلحة والزبير ومعاوية رضوان الله عليهم " بأنهم أخبث من الكلاب والخنازير". وحذر الباحث من أن المجلات الشيعية التي يتم تداولها في مصر تتضمن دعوات صريحة للتشيع وتحمل تشكيكًا في مذهب أهل السنة، كما ورد في آخر إصدارات "مجلة البصائر" (عدد 44 شتاء 2009م)، ففي مقال بعنوان: "الفكر الشيعي المعاصر بين القطيعة والتواصل" يدعو كاتبه للتشيع صراحة، من وصفه ب "المثقف المعاصر الذي يؤمن بقضية تحرير العقل العربي والمسلم" بالانفتاح على هذا الفكر الشيعي الذي أثبت قدرته على تأسيس نهضة حضارية"، كما يقول. وفي المقابل، يحاول الكاتب تشويه مذهب أهل السنة، زاعما أن الأمة بعد رحيل رسول الله صلى الله عليه وسلم – يقصد الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان – قد زيفوا حقائق الدين وأوّلو أحكامه ورؤاه لخدمة طبقة سياسية أو اجتماعية.