أعلن اليوم الخميس 07/05/2009 في نواكشوط عن وفاة العلامة الموريتاني الشيخ "بداه" ولد البصيري المفتي العام للجمهورية الإسلامية الموريتانية وإمام الجامع العتيق، عن عمر يناهز التسعين عاما. وأقيمت الصلاة علي العلامة الفقيد في الجامع العتيق. عن حياة العلامة: ولد محمد ولد البصيري المشهور بلقبه "بداه" سنة 1337 ه في موريتانيا ،حيث نشأ في بئة علمية فحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، و أخذ فيه سنداً في قراءة الإمام نافع بروايتي قالون و ورش ، و سنداً في قراءة ابن كثير ، ثم اشتغل بتحصيل العلم على مشاهير العلماء. جالس الشيخ بداه ولد البصيري كوكبة من خيرة علماء شنقيط كالشيخ محمد سالم ولد ألما والشيخ محمد ولد المحجوب ،والشيخ محمد عالي ولد عبد الودود،والشيخ المختار ولد أبلول،فنا العلم وثناء العلماء. كتب عنه الشيخ العلامة المختار بن أبلول تقريظا في مقدمة كتابه " أسنى المسالك " جاء فيه إنه الإمام العلامة المتقن ، ناصر السنة ، قامع البدعة . و قال عنه الشيخ محمد أحمد بن عبد القادر القلادي : إنه العلامة الجليل النبيل ، الذي ليس له فيما يعانيه من مثيل ، ولا يكون له به كفيل ، وما ذاك إلا لخلو البلاد ممن يدانيه ، ولا قريب من مبانيه ، لقيامه بالسنن عندما أميتت ، و إماتته للبدع بعدما أبيحت. .عرف الشيخ بداه ولد البصري خلال العقود الخمسة الماضية كأبرز علماء الدولة الموريتانية وأكثرها حضورا في المشهد الفقهي من خلال محاضراته الدائمة في مسجده المتواضع شكلا الرفيع قدرا بمقاطعة لكصر، وأصلبهم عودا في وجه السلطان من خلال مواقفه المشهودة والتي كان أبرزها تحركه مع تلاميذه ضد أول دستوري علماني في موريتانيا حتى إلغائه،ومواقفه المتميزة في وجه النظام مع كل حملة اعتقال تطال العلماء أو الدعاة الذين كان يصفهم بالأبناء حتي لقب في أوساط الإسلاميين ب"الوالد" . مؤلفاته: و للشيخ " بَداه " رحمه الله مصنفات عديدة ، في مختلف أبواب العلم و وهي:: في الفقه حاشية على مختصر خليل بن إسحاق المالكي " منح الجليل فيما عارض المختصر بالدليل " رسالة في الرد على القائلين بإرسال اليدين في الصلاة " تحفة الكرام في بيان الحلال و الحرام " تنبيه الأنام على مشروعية القراءة حال جهر الإمام " الحجج المتكاثرة في صحة السجود في الطائرة " رسالة في الأشياء التي أجمع العلماء على إخراج الزكاة منها " نيل السول في مبادئ الأصول " مبادئ الرسوخ في معرفة الناسخ و المنسوخ " تذكرة الراسخ في معرفة الناسخ و المنسوخ " وبوفاة العلامة "بداه" ولد البصيري والعلامة محمد سالم ولد عبد الودود تكون الدولة الموريتانية قد خسرت الكثير من علمها وعلمائها ورموز الإصلاح والتغيير فيها، مآذن شامخة كانت إلي وقت قريب أداة توازن واستقرار يلجأ إليه الناس بعد رب العالمين كلما أدلهمت الخطوب وأحلولكت ظلامات الفتن بحثا عن النصح ،وأخذا برأى العالم الورع في أمور الدين وأحوال الدنيا القلب.