عقدت وزارة الصحة مؤتمرا صحافيا، تناول آخر المستجدات والإجراءات الاحترازية والتدابير التي اتُّخذت بخصوص إنفلونزا الخنازير، وأعلنت أن الكويت خالية من المرض. أكد نائب مدير إدارة الصحة العامة في وزارة الصحة د. يوسف مندكار، أن 'الكويت خالية من إنفلونزا الخنازير'، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تفاعلت مع الحدث منذ ظهور أول حالة لإنفلونزا الخنازير في المكسيك، وقامت باتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية والتدابير، من بينها إصدار تعميم لجميع الأطباء العاملين في القطاعين الحكومي والخاص، بكيفية التعامل مع الحالات المشتبه بها، لافتا إلى أن هذا التعميم نصّ على سرعة تحويل أي حالة مشتبه بها إلى مستشفى الأمراض السارية، كما تم التأكد من وجود مخزون دوائي وتوافره في مخازن وزارة الصحة، لافتا إلى أن سرعة التشخيص والعلاج تؤدي إلى نتائج إيجابية، وكذلك تم التأكد من توافر الكواشف المخبرية، مضيفا أن الوزارة قامت بتدعيم احتياجات مختبرات الوزارة للكشف واختبار العينات بشأن المرض، مشيرا إلى أن هناك اختبارات تشخيصية وأخرى تأكيدية متوافرة في مختبرات الوزارة، لافتا إلى أن منفذ المطار الدولي يستخدم 'الترمومتر' في قياس درجة حرارة القادمين من الدول التي ظهرت فيها حالات مؤكدة، وأن الكواشف المخبرية لم يتم تركيبها في المطار حتى الآن. رفع حالة التأهب وأوضح مندكار خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته الوزارة ظهر أمس، أن إنفلونزا الخنازير هو مرض حيواني يصيب الخنازير، لكن الدلائل تشير إلى أن المرض ينتقل من الخنزير إلى الإنسان، وقد رفعت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ من المستوى الثالث إلى الرابع، في إشارة إلى خطورة الموقف التي تكمن في انتقال المرض من إنسان إلى آخر. وقال إن الوزارة اتخذت الإجراءات الاحترازية منذ ظهور أول حالة، مشددا على توافر المضادات العلاجية والعقاقير بكميات كبيرة، مشيرا إلى أنه حسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن 500 ألف مسافر يسافرون حاليا في الجو من بلد إلى آخر، ما يساعد على تفشي الوباء بشكل سريع، مشيرا إلى أنه لو حدث وباء فإن مئات الآلاف سيلقون حتفهم من جراء هذا المرض. وقال إن أعراض المرض مشابهة للإنفلونزا الموسمية، ومن بينها الغثيان والإعياء والصداع وارتفاع درجة الحرارة والاحتقان والسعال، موضحا أن منفذ المطار سيقوم بمراقبة القادمين من مناطق موبوءة وقياس درجة حرارتهم، مشددا على أنه 'لدينا أجهزة ترمومتر' لقياس الحرارة عن بعد، مشيدا بالتعاون مع عدد من الجهات، من بينها وزارة الداخلية والإدارة العامة للطيران المدني وإدارة المنافذ. وقال إنه سيصل إلى الكويت اليوم ثلاث رحلات جوية من مناطق موبوءة، وستتم تعبئة كارت مراقبة على كل راكب من الرحلات الثلاث، بحيث يحتفظ الراكب بنسخة من الكارت، وتحتفظ عيادة المطار بالنسخة الأخرى، مصحوبة ببيانات وأرقام هواتف الراكب، إذ سيتم الاتصال به في حال عدم اتصاله بأي من مراكز الصحة الوقائية، مشيرا إلى أن الأطباء في عيادة المطار سيقومون بتحويل أي مشتبه بإصابته بالمرض إلى مستشفى الأمراض السارية فورا. 10 ملايين كبسولة من جانبه، قال رئيس وحدة مكافحة الأمراض الوبائية في وزارة الصحة د. مصعب الصالح، إن الكويت لديها 10 ملايين كبسولة، ما يكفي لعلاج مليون مصاب، مشيرا إلى أن هذه العقاقير هي 'تاميفلو' و'ريلينزا'، موضحا أن هناك تنسيقا مع دول الخليج التي لم يسجل فيها حتى الآن أي إصابات، وبالتالي سيكون التنسيق من خلال المنافذ الحدودية البرية في مرحلة لاحقة، لكنه شدد على أن التركيز الآن على الدول التي أُعلن عن اكتشاف المرض فيها، ومن بينها المكسيك والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وإسبانيا ونيوزيلندا وأستراليا. وشدد على أن الوزارة وضعت خطة لمجابهة المرض وقامت بالتنسيق مع السفارات الكويتية في الخارج، 'وأبدينا استعدادنا لتقديم وإرسال الأدوية لبعض السفارات الكويتية لتقديمها للرعايا الكويتيين الموجودين في تلك الدول، التي قد لا تتوافر فيها الأدوية المضادة للمرض'. وأوضح الصالح أن منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة الأمراض الوبائية في مدينة أتلانتا بالولايات المتحدة الأميركية، أعلنا أن عقارَي 'تاميفلو' و'ريلينزا'، يقضيان على الفيروس تماما، أما طعم الإنفلونزا الحالي فليس له القدرة على قتل الفيروس ويحتاج تصنيع طعم أو مصل لقتل الفيروس إلى ستة أشهر، موضحا أن شركة 'روش' المصنعة للعقارين المذكورَين لديها القدرة على إنتاج 400 مليون جرعة خلال الشهور المتبقية من العام الحالي. وأوضح الصالح أن هناك توجها لمخاطبة شركات الأدوية المصنعة للعقاقير المضادة لإنفلونزا الخنازير، وطلب عروض أسعار لتلك الأدوية، 'وإذا شعرنا بأن هناك خطرا فسنقوم بشراء المزيد من الأدوية'، مشددا على أن الأدوية الموجودة في مخازن الوزارة صالحة حتى اعام 2011. مستويات اكتشاف المرض وأوضح أن إنفلونزا الخنازير ليست جديدة، فقد حصلت مرتين على الأقل خلال القرن الماضي وتحديدا خلال عامي 1918 و1968 في هونغ كونغ، وأودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت بملايين الإصابات، لكن مع تطور الإمكانات الطبية ووجود المضادات الحيوية والأمصال والطعوم التي تعالج هذه الأمراض، قلت الخطورة، مشيرا إلى أن كل دولة فيها أكثر من مستوى لاكتشاف الحالات المشتبه فيها، المستوى الأول هو المنافذ الحدودية، حيث سيُراقب القادمون إلى مطار الكويت وتحويل المشتبه في إصابتهم ومراقبتهم لمدة 7 أيام، أما المستوى الثاني فيعود إلى الأشخاص أنفسهم إذ يجب على أي شخص يشعر بإصابته بأعراض الإنفلونزا، الإسراع إلى مراجعة الطبيب، مشيرا إلى أنه لدينا '28 مركزا وقائيا منتشرة في الكويت، ويجب على أي شخص يشعر بأي أعراض أن يذهب مباشرة إلى هذه المراكز كل حسب مكان سكنه'. وقال الصالح إن هذه المستويات ستجعل طرق الاكتشاف سهلة، ولن تترك فرصة لمعرفة الحالات المشتبه فيها، وأوضح أن الكويت لديها الخبرة في التعامل مع مثل هذه الحالات من خلال تجربتها مع إنفلونزا الطيور خلال عام 2007. تنسيق أما رئيس قسم الموانئ والحدود د. حميد غلوم، فقد أكد أن هناك تنسيقا بين وزارة الصحة وعدد من الجهات المعنية في الدولة، من بينها الإدارة العامة للطيران المدني ووزارة الداخلية، مشيرا إلى أنه تم تشكيل فريق موجود على مدى 24 ساعة في مطار الكويت الدولي من أطباء وفنيين، لافتا إلى أنه تمت الاستعانة بخدمات الطوارئ الطبية لنقل أي حالة مشتبه فيها إلى مستشفى الأمراض السارية بالسرعة المطلوبة، وفي ما يختص بالإجراءات المتبعة في فحص العمالة الوافدة، قال غلوم إن الدول التي تصدّر عمالة إلى الكويت لم يظهر فيها المرض حتى الآن، وفي حال ظهر أي اشتباه لمرضى في إحدى هذه الدول فسنتخذ إجراءاتنا. غرفة طوارئ أكد د. يوسف مندكار، أنه تم تخصيص غرفة للطوارئ تكون مهمتها الرد على استفسارات المواطنين والمقيمين بخصوص المرض، كما تم اتخاذ الإجراءات اللازمة في مطار الكويت الدولي لمراقبة القادمين من المناطق الموبوءة، والتي أعلنت منظمة الصحة العالمية اكتشاف حالات بشكل رسمي فيها، مشيرا إلى أنه ستتم مراقبة القادمين من تلك البلدان والمناطق، وتوزيع بطاقات مراقبة عليهم ومتابعتهم في المراكز الوقائية كل حسب محل سكنه. وأشار إلى أن أرقام هواتف غرفة الطوارئ هي 24864936، 24864930 والفاكس هو 24865892، مشيرا إلى أنه سيكون هناك مطبوعات توعوية يستطيع الناس الحصول عليها من الوزارة أو من خلال مراكز الصحة الوقائية أو من مطار الكويت الدولي أو المنافذ، وتحتوي على معلومات عن المرض وطرق انتشاره وأعراضه وكيفية القضاء عليه وانتقاله من شخص إلى آخر، وستوزع هذه المطبوعات على المسافرين في المطار وعلى المواطنين والمقيمين بشكل عام. منع السفر قال د. مصعب الصالح إن فترة حضانة المرض هي 7 أيام، فإذا مرت هذه الفترة ولم تظهر على الشخص المشتبه فيه أي أعراض فهو شخص سليم وغير مصاب، موضحا أن الكويت ممثلة بوزارة الصحة جزء من المنظومة الصحية الخليجية، مؤكدا أن الكويت ستشارك في اجتماع وزراء الصحة الخليجيين 'وسنطبق التوصيات التي سيخرج بها المجتمعون'. وبخصوص منع السفر قال الصالح 'لا نستطيع أن نمنع أحدا من السفر، لكننا نوصي بشدة بتجنب السفر إلى الأماكن الموبوءة'، لافتا إلى أنه لا يوجد الآن تطعيم واقٍ للمرض، وهناك توجه لمنظمة الصحة العالمية والمختبرات العالمية بأن تعملا على تفكيك الشيفرة الجينية والسلالة المسببة للفيروس وتحويلها إلى شركات الأدوية، لإنتاج مضادات وأمصال تقاوم المرض، لكنه أكد أن ذلك لن يحدث قبل 6 أشهر. الرسالة