المملكة رئيساً للمنظمة العربية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة «الأرابوساي»    "التجارة" تكشف مستودعًا يزور بلد المنشأ للبطانيات ويغش في أوزانها وتضبط 33 ألف قطعة مغشوشة    وفد عراقي في دمشق.. وعملية عسكرية في طرطوس لملاحقة فلول الأسد    مجلس التعاون الخليجي يدعو لاحترام سيادة سوريا واستقرار لبنان    الجمعية العمومية لاتحاد كأس الخليج العربي تعتمد استضافة السعودية لخليجي27    وزير الشؤون الإسلامية يلتقي كبار ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين للعمرة والزيارة    الإحصاء: إيرادات القطاع غير الربحي في السعودية بلغت 54.4 مليار ريال لعام 2023م    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    استمرار هطول أمطار رعدية على عدد من مناطق المملكة    استخدام الجوال يتصدّر مسببات الحوادث المرورية بمنطقة تبوك    الذهب يرتفع بفضل ضعف الدولار والاضطرابات الجيوسياسية    استشهاد خمسة صحفيين في غارة إسرائيلية وسط قطاع غزة    السعودية وكأس العالم    الفكر الإبداعي يقود الذكاء الاصطناعي    «الإحصاء»: 12.7% ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    المملكة ترحب بالعالم    رينارد: مواجهة اليمن صعبة وغريبة    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    نجران: «الإسعاف الجوي» ينقل مصاباً بحادث انقلاب في «سلطانة»    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«فيروس الخنازير».. تداعيات الموجة الأولى أقل من الأنفلونزا العادية!
ترقب عالمي ل «المرحلة الأخطر» في شهر أكتوبر المقبل


المشاركون في الندوة:
د. عبدالله بن عبدالرحمن الحقيل
استشاري الأمراض المعدية ورئيس قسم مكافحة العدوى بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
د. حنان حسن بلخي
استشارية الأطفال والأمراض المعدية بمستشفى الحرس الوطني
د. خالد محمد مرغلاني
المشرف العام على الإعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة
د. فهد الربيعة
استشاري الأمراض المعدية والفيروسات بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث
د. سحر محمد مكي
مدير عام مكافحة الأمراض والعدوى بوزارة الصحة
د. سعود الحسن
استشاري طب الأسرة والمجتمع برنامج مستشفى قوى الأمن
يترقب العالم مع مطلع شهر اكتوبر المقبل «الموجة الثانية» من فيروس انفلونزا الخنازير والتي يصفها الخبراء بأنها أشد ضراوة، وأكثر خطورة في سرعة الانتقال بين البشر، بسبب دخول موسم الخريف.
وتعد «الموجة الأولى» الحالية هي أقل خطراً من «الانفلونزا الموسمية» العادية، ورغم ذلك اتخذت المملكة خطوات وقائية فوق ما يجب توفيره ضد الفيروس، بدءاً من التشخيص المبكر، وتوفير العلاج، والتطعيمات الوقائية، وتنفيذ برامج متعددة للتوعية، إلى جانب تطبيق خطة وطنية متكاملة لمواجهة الفيروس في جميع «الموجات» وذلك بما يتسق مع سياسات ومعايير منظمة الصحة العالمية.
وتتهيأ المملكة في هذه المرحلة إلى اتخاذ تدابير وقائية لحماية الحجاج والمعتمرين، من خلال الاستعانة بخبرات عالمية لوضع «خطة عمل» محكمة للتقليل من آثار الفيروس.
كما تشير المعلومات الأولية أن فيروس انفلونزا الخنازير سوف يستمر لمدة عامين، ولن يكون معيقاً عن السفر والتنقل بين دول العالم، حيث لم تعلن منظمة الصحة العالمية الخطورة في ذلك.
تاريخ المرض
في البداية يستعرض د. الربيعة تاريخ انفلونزا الخنازير المعروف عالمياً بفيروس (H-1-N-1)، وقال: إن الفيروس عبارة عن مجموعة من عينات واحدة من الإنسان والأخرى من الطيور، ونوعان منها من الخنازير، ويعود تاريخ المرض إلى عام 1918م كأول وباء يسببه الفيروس، وحسب علمي انه هو نفس «سنة الرحمة» الذي يسمى هنا في المملكة، حيث كانت هناك وفيات بنسبة عالية جداً قاربت ال05 مليوناً عالمياً بسبب هذا المرض، وفي عام 1958م أتت موجة أخرى من الوفيات بسبب وباء يسمى الأول الأنفلونزا الاسبانية، والثاني يسمى الأنفلونزا الآسيوية، وكانت نسب الوفيات عالية ووصلت إلى حوالي مليوني شخص، وفي عام 1968م جاءت موجة ثالثة بمسمى فيروس هونج كونج وتوفي بسببها نحو مليون شخص، وفي فترة التسعينيات كان هناك أيضاً انتقال محدود جداً من الخنازير إلى البشر ولم يسبب أي مشاكل، ومن ثم بدأت المشاكل في المكسيك وحدثت وفيات بشكل كبير جداً مما أثار الرعب بين الأوساط الرسمية والشعبية، وتناولت وسائل الإعلام الموضوع بشكل موسع جداً، وربما أن هذا ما أعطى الزخم الكبير لهذا المرض، لكن بعد أن تم فحص معظم المصابين خصوصاً في المكسيك اتضح أن السواد الأعظم من تلك الوفيات لا علم لها بمثل ذلك المرض، وفي الولايات المتحدة الأمريكية سجلت ما يقارب ال20 ألف حالة والوفيات منها كانت محدودة جداً.
ويستدرك د.الحسن على ما أشار إليه د.الربيعة من أن الوباء الكبير عام 1918م لم يتكرر بنفس تلك الضخامة، وإنما أُشير إلى أن الفيروس أخذ تلك الضخامة لأنه كان جديداً، وهذا هو القول الشائع، لكن هناك قول آخر قوي أيضاً وهو أنه كان في تلك الأيام الحرب العالمية، وكان العالم خارج لتوه من الحرب وقد كان هناك ضعف اقتصادي كبير جداً في كل العالم،كما كان هناك جوع وسوء تغذية في أغلب مناطق العالم وأمراض مزمنة كثيرة سواءً الدرن أو بيئات المصانع والمشاكل التي كانت تحدث أثناء الحروب، أيضاً عدم وجود تطعيمات أو علاجات كافية؛ كل هذه الأسباب مجتمعة ووجودها بعد الحرب جعل المرض يستفحل بين الناس ويؤدي إلى وفيات كبيرة.
ويتساءل د. الحسن بقوله هل يمكن أن يتكرر حجم الوفيات من المرض كما كان في السابق؟، وهل قوة الفيروس نتيجة الظروف المحيطة في ذلك الوقت أم كونه جديداً على العالم ؟، والجواب لا أحد يملكه قطعياً، لذلك فان التخوف سيكون موجوداً.
بينما يشير د. الحقيل إلى أن الفيروس حالياً ظهرت أولى إشاراته في المكسيك، وتم التعرف عليه بانتقاله من الخنازير إلى البشر، هكذا كانت بدايات المرض، وحينما تم فحصه من الناحية الجينية اتضح انه انفلونزا، ونسبة الوفيات فيه تقارب ال %4.
حجم المشكلة محلياً
ويشير د.الحسن إلى أن حجم الفيروس في المملكة ما زال محدوداً جداً في ضراوته، وعدد الحالات المسجلة في المملكة وصلت إلى الآن 75 حالة تقريباً، وليست هناك وفيات، موضحاً أن أغلب الحالات قادمة من الخارج والانتقال الداخلي للفيروس في المملكة محدود جداً وينحصر في الأطفال غالباً، ولا أحد من الأشخاص الذين أصيبوا في داخل المملكة تعرض لمشكلة أو مضاعفات من هذا المرض، بل إن أغلبهم ما ظهرت عليهم الأعراض إلا شيء بسيط، مثل: زكام خفيف، ولم تصل - ولله الحمد - إلى حد الخطورة، مؤكداً على أن كل حالات التنويم التي حدثت هي للعزل فقط من العدوى وتطبيق إجراءات العزل الاحترازي، إضافة إلى فحص هذا النوع من الفيروس بشكل علمي.
وطالب د. الحسن من كل دولة في العالم أن تدرس طبيعة الفيروس بحسب الظروف المحيطة في كل دولة، والسبب أن الفيروس يمكن أن يختلف في الشدة والضراوة من دولة إلى أخرى، أو من منطقة إلى أخرى، ولذلك وزارة الصحة حريصة على أن تبني قاعدة معلوماتية تساعدها في المستقبل على دراسة الفيروس في كل منطقة من مناطق المملكة، وذلك بالتعاون مع المنظمات الدولية والقطاعات الصحية الأخرى، سواء المستشفى «التخصصي»، أو المستشفى «العسكري»، أو مستشفى «الحرس الوطني»، وجميعها تتعاون في ذلك، على مستوى المختبرات، أو على مستوى الاستشاريين في جمع المعلومات.
ويؤكد د. الحقيل على أن الإجراءات المتبعة في المملكة هي كما هو في جميع دول العالم، خصوصاً في عمليات التشخيص والأدوية، مشيراً إلى أن الذي حدث في العالم من المرض هو بسبب الانتشار الجغرافي، وليس بسبب ضراوة المرض، موضحاً أن منظمة الصحة العالمية في اجتماعهم يوم9/6/2009 خرجوا بتوصيات علمية دقيقة، أهمها تصنيف الدول إلى ثلاث فئات، هي: دول ذات انتشار واسع كما هو في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول في مراحل انتقالية وأعداد محدودة مثل المملكة، ودول لم يعلن فيها أي حالات.
أعراض المرض
وفيما يتعلق بأعراض المرض الظاهرية تشير د. بلخي إلى أننا لا نزال في بداية الوباء العالمي، ومنظمة الصحة العالمية أعلنت أن هذا الوباء عالمي، بسبب إعلان حالات في منطقتين تابعتين للمنظمة الصحية، وكان ذلك في تاريخ 9/6/2009وقالت إن من أهم أعراض الفيروس الحرارة والسعال وأعراض التعب بنسبة مجتمعة تصل إلى 90% ، وفي أقل من 30% يكون هناك أعراض الإسهال والالتهاب في الجهاز الهضمي، مؤكدة على أن أكثر المصابين هم من يعانون من أمراض مزمنة في الرئة، أو انخفاض في المناعة ضد البكتيريا، وكذلك الأطفال الذين يكون عندهم أمراض في القلب أيضاً، ولكن إلى الآن لا تزال أعراض المرض في المرحلة الحالية هي أعراض الأنفلونزا الموسمية العادية، وبسبب هذا الشيء تكون صعوبة التشخيص.
وأضافت أن هذا الوباء يحدث أول مرة بسبب هذا الفيروس «النمط الجديد أو الجينات الجديدة المكتسبة»، وهو حاصل الآن في موسم خارج موسم الأنفلونزا، مشيرة إلى أن الأنفلونزا في نصف الكرة الجنوبي لا يزال في بداية الموسم، وفي شمال الكرة الأرضية فقد انتهى، ويبدأ الموسم سبتمبر أو أكتوبر أو بداية الخريف، وبسبب وجود الأنفلونزا المتطور أو أنفلونزا الخنازير في بداية الموسم في نصف الكرة الأرضية الجنوبية، وبسبب السفر واختلاط الناس، فإن هذه الفترة هي التي سيحدث فيها اختلاط جديد بين الأنفلونزا الموسمية وأنفلونزا الخنازير ، وسوف تساعدها على اكتساب خصائص جينية جديدة، وهذه الخصائص منها ثلاث نهتم بها أكثر، وأولها ضراوة المرض، والجين الثاني هي الجينات التي تساعدها على سرعة الانتشار، والجين الثالث هو الجين الذي تكتسبه ويساعدها على مقاومة المضادات الفيروسية.
ويوضح د. الحسن انه في البداية كان هناك هلع شديد من المرض حينما أعلنت المكسيك ظهور الوباء لديها، وحدوث أكثر من 160 حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير، وقد اتخذت كافة الإجراءات للاحتراز من المرض على مستوى العالم بما في ذلك إعطاء الأدوية وتكثيف الفحص على المرض، ولكن حينما تم دراسة الحالات التي توفيت وجد أن هناك سبع حالات فقط هي التي توفيت بسبب المرض، ثم تناقص العدد بشكل كبير، فمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية وجد أن الوفيات أقل بسبب المرض، وذلك من ال 20 ألف حالة مصابة، أي أن نسبة الوفاة أقل من 5 % في كل 1000 حالة مصابة، موضحاً أن الناس يختلفون عند الإصابة بالفيروس، مشيراً إلى أن من لديه نقص في المناعة أو أمراض سابقة، أو التهابات مزمنة في الرئة هم أكثر عرضة للوباء في الغالب.
الإجراءات الإدارية
وحول الإجراءات الإدارية التي اتخذت في المملكة لمكافحة هذا المرض يقول د. مرغلاني أنه منذ أن تم الإعلان في المكسيك عن الحالات وانتشارها كان هناك توجيه من المقام السامي بالاهتمام وتعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع وقوع المرض ودخوله وانتقاله ، فكان على الفور تم تكوين لجنة بأمر معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله، واجتمع الأعضاء على الفور في اجتماع طارئ، ووضعت خطة وطنية لمجابهة المرض، وتمت مراجعتها بما يتسق والمعايير والسياسات العلمية لمنظمة الصحة العالمية، ومن ضمنها توفير الأدوية الضرورية بكميات استراتيجية، وتم على ضوء ذلك الدعوة إلى عقد مؤتمر خليجي لمناقشة خطورة المرض والاحترازات الصحية للحد منه، كما دُعي خبراء من منظمة الصحة العالمية، ومن الولايات المتحدة الأمريكية، ومركز مكافحة الأمراض في اتلانتا، كذلك دعوة مجلس وزراء الصحة العرب، وتم في الاجتماع عرض خطة مكافحة المرض، واتخاذ الإجراءات التي يجب تطبيقها، وتزويد المختبرات بالأجهزة التي تسهل الكشف على المرض، إلى جانب مناقشة احتياطات موسم الحج والعمرة.
الوقاية الصحية
وتناول د. الربيعة الإجراءات الصحية التي تم اتخاذها في المملكة، وقال: تم إعداد خطة وطنية مقسمة إلى أربعة محاور، هي: تشخيص الفيروس من خلال تهيئة المختبرات، إلى جانب وسائل العلاج ويتم فيه توفير الكميات الكافية لمكافحة الفيروس، والمحور الثالث يتمثّل في الاحترازات الوقائية من خلال التطعيمات، أما الخطة التوعوية فتتمثّل في تقديم البرامج والمواد والمعلومات الطبية عن المرض في جميع وسائل الإعلام.
ويؤكد د. مرغلاني على أن وزارة الصحة كانت ناجحة في التماشي مع مشكلة المرض وفق الأسس العلمية، وتوصيات منظمة الصحة العالمية ومركز مكافحة العدوى والسيطرة في اتلانتا بالولايات المتحدة الأمريكية، وأيضاً جهود أعضاء اللجنة العلمية الموجودين حالياً، أوفي المناطق والقطاعات الصحية سواء في مستشفى «الحرس الوطني»، أو المستشفى «العسكري»، أو المستشفى «التخصصي»، وكليات الطب في الجامعات، وكوكبة من العلماء المتخصصين، سواء في الفيروسات أو في المرض كأنفلونزا، موضحاً أن الوزارة وضعت خطة طبية متكاملة للتعامل مع الفيروس والمصابين وحتى المشتبه بهم، وأرسلت لكل المستشفيات في مناطق المملكة، كما أسندت الخطة في كل مستشفى لشخص محدد يتم التنسيق معه بشكل مباشر، مشيراً إلى أن هذه الخطة موجودة في موقع الوزارة الإلكتروني، ويمكن للأطباء والممرضين والفنيين الاطلاع عليها وتطبيقها في حالة الكشف عن أي حالة وتقديم العلاج المناسب.
ويؤكد د. الربيعة على أن اللجنة الوطنية في اجتماع شبه دائم لتحديث الخطة بناءً على المستجدات، وحسب تطور المرض تتغير الاحتياطات والتوصيات، لأن منظمة الصحة العالمية ترسل تعليمات بشكل دوري، ولا ينبغي أن يتجاوز الخوف أكثر من الأنفلونزا العادية.
ويضيف د. الحسن بقوله : « إنه إذا حدث شيء جديد فأول من سيبادر في تطبيق توصيات منظمة الصحة العالمية هي المملكة».
ويضيف د. مرغلاني: « إن منظمة الصحة العالمية تسعى دائماً إلى تطوير الإجراءات، سواء على مستوى الأدوية، أم على مستوى العلاج، وهناك اهتمام من قيادة المملكة على اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة».
الدليل الإرشادي
وتشير د.مكي إلى أن وزارة الصحة وضعت دليلاً إرشادياً للتعامل مع الفيروس من قبل الجهاز الطبي أو المصابين داخل المستشفى، من حيث عزل المريض، وطريقة توفير أدوات الحماية الشخصية للأطباء والممرضين وحتى العاملين في المجالات الصحية، سواء أكان ذلك في العلاج الطبيعي، أم الأطباء، أم التمريض أم في التعقيم المركزي، كما وفرت الوزارة طرائق الحماية الشخصية، كما أن هناك توصية من معالي وزير الصحة شخصياً لتوفير معلومات علمية ودقيقة تشمل تعريفات المرض، وتاريخه، وتصنيفاته، والإجراءات المطلوب عملها للحد من آثاره.
الوضع مطمئن والإجراءات كافية
ويرى د. الحسن أن الإجراءات المتخذة الآن جيدة وكافية، بل هي فوق ما يتطلب توفيره، ويرجع ذلك إلى الاهتمام الحكومي والإعلامي في الوقت الحاضر بالفيروس، وآثاره المتوقعة مستقبلاً.
وحول تعاون وزارة الصحة في تنفيذ الخطة الوطنية سواء في المنافذ أم مع الجهات ذات العلاقة، يقول د. مرغلاني إن النقطة الرئيسة في الموضوع هي أن جميع إجراءات المملكة ممثلة بوزارة الصحة والقطاعات المشاركة معها تهتم بالرؤى العلمية والبعد عن الاجتهادات الشخصية.
ويضيف: أطمئن جميع المواطنين والمقيمين أن جميع الإجراءات الصحية التي تم اتخاذها، والتي سيتم اتخاذها في شهر أكتوبر المقبل، وكذلك في موسم الحج والعمرة؛ هي كافية، ووزارة الصحة ترى أنها ليست الجهة الوحيدة في مقاومة هذا الوباء والاحتياطات الاحترازية الموضوعة له، وإنما هناك شركاء يمكن الاعتماد عليهم في مواجهة الفيروس وفي مقدمتهم وسائل الإعلام.
شفافية الإعلان عن الحالات
وأكد د. الحسن على أن وزارة الصحة كانت صريحة وشفافة في الإعلان عن الحالات المصابة مع وسائل الإعلام، ويضيف د. مرغلاني أن لديّ توجيه من معالي وزير الصحة في الإعلان مباشرة وبكل شفافية عن الحالات المصابة دون الرجوع إلى أي مسؤول في الوزارة، وهو ما يعني حرص معالي الوزير على الشفافية مع وسائل الإعلام وعدم التردد في الإعلان عن أي حالة مصابة، مشيراً إلى أن أول بيان عن المرض خرج من معالي وزير الصحة.
ويتفق د. الربيعه من أن إعلانات وزارة الصحة عن الحالات المصابة اتسمت بالشفافية، مؤكداً أن الوزارة تعي كما منظمة الصحة العالمية أنها لن تستطيع منع المرض من الدخول إلى المملكة؛ وحتى أي دولة، ومهما أغلقت الحدود سيدخل المرض بطرق ما، ولذا كان لا بد من التعامل بشفافية مع المرض.
وزاد د. الحقيل أن « الشفافية مهمة جداً، وتمنح الثقة للجمهور، وتؤدي إلى التعاون مع الجهات الرسمية، مؤكداً على أن خطة وزارة الصحة تتسم بشفافية مطلقة».
علاج الفيروس
وتشير د. بلخي إلى أن اكتشاف الوباء في مرحلة مبكرة جداً يعد مفيداً في العلاج، ومن ذلك تطبيق الاحترازات الوقائية من عزل المرضى أو من لديهم اشتباه.
وقالت: من أهم وسائل العلاج عند وصول المريض إلى المستشفى منحه مزيداً من السوائل وخافض الحرارة، وهذا أهم ركن في العلاج، بعد ذلك يتم تناول الأدوية الخاصة بالمضاعفات، مع إجراء الفحوصات الخاصة بفيروس الأنفلونزا ، ومنها التحليل المخبرية للخصائص الجينية، مشيرة إلى ضرورة تقنين استخدام الدواء بالنسبة للأشخاص المخالطين للمرضى، ومراعاة سرعة تغير الفيروس بحيث يكون مقاوما، موضحة أنه في الماضي كانت منظمة الصحة العالمية تعطي الدواء للناس المخالطين، والآن أوقفت ذلك، والسبب هو أن استخدام الدواء أصبح باهظاً من حيث قيمته، ونحن نريد أن نحافظ على استجابة الفيروس لهذا الدواء لأطول فترة ممكنة، لأن ليس لدينا أدوية كثيرة يمكن أن تستخدم ضد الفيروس.
وتؤكد د. مكي ان الأدوية المستخدمة للأنفلونزا المستديمة لا يستجيب لها هذا الفيروس، مشيرة إلى أن وزارة الصحة أمنت الدواء المناسب لمكافحة الفيروس، وهذا من ضمن الإجراءات الاحترازية التي قامت بها الوزارة وقد أمنت هذا الدواء بنسب معقولة.
الخطة التوعوية
ويشير د. مرغلاني إلى أن الخطة الموضوعة في وزارة الصحة هي على مرحلتين، المرحلة الأولى كانت قبل تسجيل الحالات في المملكة، والثانية بعد تسجيل الحالات، موضحاً أنه في المرحلتين كان لدى الوزارة حملات توعوية متكاملة وربما أن الكثيرين رأوها، وذلك مثل حملة (التزامك يقيك)، (غسل اليدين)، كما أن هناك مركز المعلومات والإعلام عن الفيروس على الرقم المجاني (8002494444)، مشيراً إلى أن الوزارة عملت على إعداد البروشورات والرولات والشروحات والمطويات التي ستوزع في المطارات، وتوزيعها على القادمين والمغادرين.
****
الخطر مستمر عامين!
يشير د. الربيعة إلى أن الفيروس يبدأ بمرحلتين، الأولى تبدأ ضعيفة ووفيات قليلة، أقل من 1%، وذلك خلال فصل الصيف، وتزداد قوة الفيروس خلال الموجة الثانية المتوقعة في فصل الخريف «شهر أكتوبر المقبل»، حيث من المتوقع أن تعلن إصابات ووفيات بشكل أكبر، ولذا فإن منظمة الصحة العالمية ومنظمات صحية أخرى مازالت متخوفة من المستقبل وليس الآن، فالاحتمالية موجودة وواردة تاريخياً وعلمياً، حيث دعت جميع الدول والمنظمات إلى الاستعداد في تخفيف الموجة الثانية التي هي أشد ضراوة.
وتتفق د. مكي مع د. الربيعة من أن شهر أكتوبر سيكون أشد ضراوة للفيروس، وهو ما يتطلب فترة ترقب طويلة من جميع المنظمات الصحية، مشيرة إلى أن المرض في الوقت الحاضر ليس خطيراً أو شديداً، لكن التخوف من تداعيات المستقبل.
ويقول د. الربيعة انه بحسب الدراسات السابقة فإن الوباء سوف يستمر في حدود السنة أو السنتين على أقصى حد، مشيراً إلى أن الوباء سوف يكون على شكل موجات يبدأ خفيفاً، ثم شديداً، ثم تخف بعد سنتين تقريباً.
***
سافروا واحذروا!
أكد د. الحقيل على أن المواطنين الراغبين في السفر خلال إجازة الصيف أن لا يتراجعوا عن قرارهم، مشيراً إلى أن الموجة الحالية للفيروس ليست مخيفة على مستوى العالم، داعياً إلى ضرورة تنمية الوعي لديهم عن الفيروس وأعراضه، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية الوقائية، ومنها سبل انتقاله للإنسان عبر الهواء، أو عن طريق الذرات المتساقطة على الأجسام المجاورة، والابتعاد عن الأشخاص المصابين قدر الإمكان، كما يجب على المسافر أن يحرص على نفسه بتغطية الفم والأنف، كما ننصح المصابين بالرشح جراء الانفلونزا الموسمية الاعتيادية الابتعاد لمدة ثلاثة أو أربعة أيام حماية للآخرين.
وتؤكد د. مكي على أن منظمة الصحة العالمية لم تضع قيوداً على السفر، مشيرة إلى أن الفيروس في الفترة الحالية ما زال انتشاره غير سريع، ولا يستدعي اتخاذ إجراءات غير عادية.
***
حزمة من الإجراءات الوقائية في موسم الحج والعمرة.. والإصابات متوقعة!
} يرى د. الحسن أن فيروس انفلونزا الخنازير خلال موسم الحج والعمرة يمثل هاجساً حكومياً، ولذا صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين بتعزيز كافة الإجراءات الاحترازية والاحتياطية والوقائية المتخذة في المنافذ وتحديداً في المنافذ الجوية، مبيناً أن هناك إجراءات وقائية قائمة في وزارة الصحة وعلى أسس علمية، كما أقامت الوزارة ورشة عمل لدراسة الخطة التي تم وضعها لمواجهة الأمراض المعدية، حيث تم تشكيل لجنة علمية من أعضاء اللجنة الوطنية وعدد من المتخصصين في وضع خطة للتعامل مع موسم الحج والعمرة، وتم عرضها على أبرز المتخصصين والمستشارين في مجال الفيروسات والانفلونزا من منظمة الصحة العالمية واستراليا وكندا، إضافة إلى خبراتنا الوطنية وعلى ضوء هذه الورشة سيتم اتخاذ كافة الاحتياطات لموسم الحج والعمرة، ومن بينها قائمة بالاشتراطات الصحية الواجب توافرها لكل حاج ومعتمر.
وكشف د. الربيعة عن لجنة وطنية شكلت برئاسة وكيل وزارة الصحة وعضوية جميع القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، ومتخصصين في مختبرات الرصد الوبائي، وقد نوقشت مواضيع عدة من ضمنها الوقاية الصحية خلال موسم الحج والعمرة، ووضعت اللجنة التوصيات الواجب اتخاذها في هذا الجانب.
ويبين د. الحقيل ان موسم الحج والعمرة سيشهد مزيداً من الإصابات، وهو أمر طبيعي ومتوقع في ظل الأعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين، وتواجدهم في أماكن مزدحمة، وفي أوقات محددة، ولذا نحتاج إلى عمل كبير جداً، ونتمنى أن تكون الإجراءات والاشتراطات الصحية كافية للحد من عدد الإصابات.
***
منع اصطحاب الأطفال للحج والعمرة!
شددت د. بلخي خلال مداخلتها في الندوة على ضرورة منع اصطحاب الأطفال خلال موسم الحج والعمرة المقبلين، معللة ذلك أنهم أكثر عرضة للإصابة –لا سمح الله-.
وقالت:» يجب على جميع الحجاج والمعتمرين أن يصطحبوا معهم الأدوية التي يستخدمونها لبعض الأمراض التي يعانون منها مثل مرض السكر أو الضغط، وأن لا يجهدوا أنفسهم كثيراً خلال أعمال الحج والعمرة، وعدم التعرض لأشعة الشمس»، داعية إلى الاهتمام بالنظافة العامة، ونظافة الأكل تحديداً، وغسيل اليدين، واستخدام معقم اليدين بصورة مستمرة، وتفادي الزحام المسبب للزكام قدر الإمكان، كما ننصح الحجاج إذا كانوا في أماكن الجمرات أو أماكن تكدس الحجاج بأن يضعوا الكمامة الواقية، مشيدة باهتمام وزارة الصحة بالحجاج والمعتمرين لحظة وصولهم، والقيام بتشخيص الأمراض وخصوصاً فيروس الأنفلونزا.
***
ماذا أفعل عند الإصابة؟
تساءل د. الحسن ماذا أفعل لو أصيب أحد أفراد أسرتي؟، وأجاب: من التجارب المعمول بها في العالم انه لا إشكال من مخالطة المصاب، بشرط اتخاذ الاحتياطات الوقائية ومنها إغلاق الفم وغسل اليدين جيداً.
وطمأن د. الربيعة بقوله: "يجب أن نطمئن المواطنين أن المرض إلى الآن قليل الضراوة، فهو تماماً مثل الانفلونزا الموسمية أو أقل ضراوة منها، وليس هناك تخوف من الشخص المصاب في المنزل أو مكان العمل.
ودعت د. مكي جميع الأسر إلى ضرورة استقاء المعلومات الصحيحة عن الفيروس من موقع وزارة الصحة حتى يتأكد الجميع من حقيقة المرض منعاً للشائعات، بينما أشارت د. بلخي إلى أن هذه الأوبئة الجديدة مثل انفلونزا الخنازير فرصة للاهتمام بالنظافة العامة داخل المنزل أو مقر العمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.