زعم محمد سعيد رمضان البوطي -أحد المنتسبين للعلم الشرعي الذين يدعمون نظام بشار الأسد في وجه الثورة- أن سوريا تمثل كعبة المسلمين، حيث حقيقة الدين الإسلامي. وقال البوطي في خطبة الجمعة أمس بالجامع الأموي بالعاصمة دمشق: "إن سوريا كانت وما تزال مثال الدولة التي تعلِّم العالم الإسلامي الإسلام الواعي المنتمي إلى جذعي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم". وأضاف البوطي أن "سوريا كانت وما تزال الكعبة التي يقصدها المسلمون جميعاً لمعرفة الدين ولمعرفة حقيقة الإسلام، وإن كانت كعبة الله سبحانه وتعالى يطاف من حولها عبودية لله فسوريا إنما هي الكعبة الأخرى التي يقصدها المسلمون لمعرفة دينهم المعرفة الحقيقية"، وفقاً ل "سكاي نيوز عربية". يذكر أن البوطي ورغم أنه ينسب إلى زمرة العلماء، إلا أنه صاحب مواقف مخزية من الثورة السورية، وقد أثارت عدة فتاوى أصدرها حفيظة المتظاهرين في مدينة دير الزور؛ ما دعاهم إلى إحراق كتبه في جمعة "أحفاد خالد" (22 يوليو). وكان أغرب هذه الفتاوى الصادرة عن الدكتور البوطي -بحسب رأي الكثير من المحتجين- إجازته السجود على صور رئيس النظام السوري بشار الأسد. وجاءت فتوى البوطي رداً على سؤال وجه له عبر موقع "نسيم الشام" من سائل من دوما يسأل عن حكم الإثم الذي لحقهم بعد إجبار الأمن لهم بالسجود على صورة بشار. وأجاب البوطي بقوله: "اعتبر صورة بشار بساطاً.. ثم اسجد فوقه"، على حد قوله. وفي فتوى سابقة للبوطي منشورة على الموقع المذكور برقم 14375، لم يحرم إطلاق النار على المتظاهرين رداً على جندي يسأله عن حكم إطلاق النار على المتظاهرين، فأجاب بأنه "إذا علم المجند أنه تسبب بقتل فعليه الدية للورثة؛ وأن يصوم شهرين وإن لم يستطع فإطعام فقير لمدة شهرين. أما إن كان تسبب المجند بجروح فله أن يدعو الله أن يسامحه أصحاب العلاقة". وقد قوبلت فتاوى ومواقف البوطي بغضب واستنكار شديدين من قبل المسلمين في شتى أصقاع الأرض، وحمّلوه مسؤولية الدماء التي تجري في سوريا، مستعيدين السيرة العطرة للشيخ العز بن عبد السلام الذي وقف أمام حاكم دمشق من قبل، وسيرة الإمام ابن تيمية، وغيرهم من العلماء الذي وقفوا في وجه السلاطين وتعرضوا للسجن والعقاب. شاهد الفيديو على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=Sx5pp...layer_embedded