وجه الشيخ عادل الكلباني انتقادا شديدا إلى بعض الدعاة الذين يتهاونون في أمور الدين، ووصفهم بانفصام الشخصية، خصوصا الذين لا ينكرون المنكر الذي يحدث أمامهم في بعض الدول العربية عندما توجه إليهم دعوات للمشاركة في نشاطات في هذه الدول. وكشف الكلباني، خلال حديث في ندوة الشيخ مشاري بن برجس الايدا الشهرية، ونشرته "الجزيرة أون لاين"، أنه فوجئ خلال تلبية دعوة في إحدى الدول العربية بمشاهدة عدد من الدعاة المشهورين إعلاميا يحضرون حفلا به نساء متبرجات وأغان ورقص، وأن أيا من هؤلاء الدعاة لم ينكر ذلك ولم يتحرك من مكانه حتى انتهاء الحفل، وتوجد في الفندق الذي يقيم فيه أولئك الدعاة، نساء متبرجات ومراقص ومشروبات محرمة. واستنكر قبولهم النزول في تلك الفنادق التي تحتوي على منكرات، وسكوتهم عن ذلك، واصفاً ذلك بأنه اختراق خطير للدعاة لدينا. وقال أنه فوجئ عند حضوره عددا من المناشط خارج المملكة بوجود شخصية دعوية في حفل غنائي وأنه يصفق بيديه من تحت البشت ويتمايل مع أغاني الموسيقى والبعض الآخر يصفق علانية دون الخوف من الله ولا الحرج من الناس، وقال: "عندما قلت له يا شيخ لو حدث ذلك بالرياض هل كنت ستصفق بيديك تحت البشت أو ستنتفض على الحاضرين؟ فقال: كنت سأطلب من رجال الهيئة القبض عليهم جميعا"! وعن ردود الفعل حول افتتاح معرض الكتاب الذي ينطلق غداً الثلاثاء وما صاحب الدورات السابقة من تجاوزات للمحتسبين، قال الكلباني إن بعض المحتسبين المتسرعين يساهمون في خلق دعاية وترويج للكاتب والكتاب مما يساهم في نفاد هذه الكتب وإحداث دعاية كبيرة للمؤلف، مشيرا إلى انه ربما يمارس بعض مؤلفي الكتب إشاعة بهدف ترويج منتجاتهم الفكرية، وأن بعض شبابنا ينصبون أنفسهم مسؤولين عن الأشياء التي هي ليست ضمن مسؤوليتهم. مضيفا: "لكن من يجد شيئا مخالفا فإن عليه إبلاغ الجهات المسؤولية مثل وزارة الثقافة والإعلام أو مندوب الهيئة وعدم إثارة المشكلات"، معرباً عن خشيته من أن "اجتهاد بعض المحتسبين يعطي صورة سلبية عمن يريد الإصلاح والنصح الجميل، ونحن لا نقول: لا تنكروا المنكر، ولكن يجب أن يتم ذلك دون تصرفات تستفز الناس وتحرج الوطن"، مؤكدا أن الاحتساب واجب على الجنسين، وأنه "يجب علينا أن نحاسب المخطئ، خاصة فيمن يتدخل في أمور وهي ليست من مسؤولياته". وأكد أن بعض هؤلاء لا ينكرون المنكر من الناحية الدينية، لكنهم ينكرون المنكر الاجتماعي، وسرد قصة أحد الدعاة الذي وجت له دعوة بالرياض وطلب أن يحجز له جناح بفندق خمسة نجوم وتأمين سيارة نوع فورد موديل السنة ذاتها، متعجبا أن يحدث ذلك من شخص يفترض أنه ذاهب للدعوة إلى الله يبتغي الأجر والثواب. وبين الكلباني أن المشكلة تكمن في أن "الدعاة يعمل كل على شاكلته وليس هناك عمل مؤسساتي ومنهجية متسقة قائمة على اتباع الهدى ملزمة للجميع"، واستغرب ظاهرة الشك في النوايا أو عدم التحقق في بعض الأمور، وقال: "قبل فترة قليلة حدثت بيني وبين الكاتب تركي الحمد تغريدات كان منها أن الكاتب قال لي: إني احبك في الله فقلت له: احبك الله الذي أحببتني فيه، وبعد فترة وجيزة تلقيت اتصالات عديدة من محتسبين أقاموا الدنيا علي". وكشف الكلباني في ختام حديثه أن بعض الدعاة يدفعون مبالغ مالية بهدف الظهور بوسائل الإعلام المشهورة. يذكر أن محاضرة الشيخ الكلباني في ندوة الشيخ مشاري الايدا يأتي بعد أن عاودت نشاطها بعد توقفها ثلاثة أعوام بسبب مرض ووفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله-.