اجتماع مفصلي في القاهرة اليوم كشفت مصادر خليجية, أن الفشل المتوقع للمبادرة العربية لحل الأزمة في سورية, سيؤدي إلى تدخل عسكري تركي مباشر بغطاء عربي ودولي, لحماية المدنيين من قوات النظام, في ظل استمرار القمع الذي حصد 21 قتيلاً جديداً خلال تظاهرات حاشدة للمطالبة بتجميد عضوية سورية في الجامعة العربية. وفي حين عقدت اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري اجتماعاً مساء أمس في القاهرة تمهيداً لاجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم في محاولة لإنقاذ المبادرة العربية, وأوضحت المصادر الخليجية بحسب "السياسة الكويتية "أن هناك رأيين حيال الأزمة: الأول تؤيده السعودية والأردن ومصر وغالبية الدول العربية ويعتبر أن فرصاً كثيرة أعطيت للنظام السوري, لكنه لم يلتقط أياً منها وهو ماضٍ في نهجه المرتكز على أن الحسم العسكري والحلول الأمنية هي الأمثل, وبالتالي فإن المطلوب من الجامعة العربية أن تكون أكثر حزماً وتشدداً حيال هذا الوضع. أما الرأي الثاني فتتصدره الجزائر ومعها بعض دول محور الوسط, ويرى أن أي تدخل أجنبي في شؤون سورية سيزيد الأمور تعقيداً, وتالياً من الضروري منح النظام السوري المزيد من الفرص والوقت. ووفقاً للمصادر الخليجية التي تحدثت إلى "وكالة الأنباء المركزية" اللبنانية, فإن فشل المبادرة العربية, سيؤدي إلى قفز الدور التركي إلى الواجهة, وهو ما ستظهر معالمه بدءاً من الاثنين المقبل, بعد تحديد مصير الجهد العربي. ويقضي هذا الحل بتوفير غطاء دولي وعربي لموقف حازم تدعمه السعودية يتجه الى فرض عقوبات اقتصادية وتدخل تركي مباشر على الأراضي السورية, انطلاقاً من الاتفاقية المبرمة بين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد والسلطات التركية, وينص على حق الجيش التركي بالدخول في الأراضي السورية بعمق كيلومترات وعلى طول الحدود بين البلدين, في حال ارتأت أنقرة أن ثمة ما يهدد أمنها ويستدعي هذا التدخل, علماً ان تصاعد العمليات العسكرية التي يقوم بها "حزب العمال الكردستاني" ضد الجيش التركي قد يشكل مبرراً كافياً لأخذ المنطقة الى مرحلة جديدة. وفي مؤشر على صحة المعلومات, شارك وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل, مساء أمس, في اجتماع اللجنة العربية المكلفة الملف السوري, رغم أن المملكة ليست عضواً فيها, علماً أنها برئاسة قطر وعضوية مصر والجزائر والسودان وعُمان, إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي. ومن المقرر أن ترفع اللجنة تقريراً مفصلاً عن الوضع في سورية إلى الاجتماع الوزاري العربي الذي يعقد اليوم في القاهرة. وعشية الاجتماع, أقام سوريون يقيمون في مصر, أمام مقر الجامعة العربية, جنازة رمزية لها شملت مراسم تشييع وإقامة مجلس عزاء, فيما طالب رئيس "المجلس الوطني" السوري المعارض برهان غليون الدول العربية بسحب سفرائها من سورية, وتجميد عضوية "نظام يقتل شعبه" في الجامعة. وفي تقرير جديد يوثق عشرات الحالات التي تكشف حجم الوحشية ضد المدنيين العزل, اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" النظام السوري بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية", داعية الجامعة العربية الى "تجميد عضوية سورية", ومطالبة الأممالمتحدة بفرض حظر على الاسلحة, وكذلك عقوبات على أعضاء في النظام, وإحالة سورية الى المحكمة الجنائية الدولية. وعلى غرار كل يوم جمعة, خرج عشرات آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في مختلف أنحاء سورية, أمس, وهذه المرة تحت شعار "جمعة تجميد عضوية" بلدهم في الجامعة العربية. وكالعادة, واجهت قوات الأمن والشبيحة المتظاهرين بالرصاص الحي, ما أدى إلى مقتل 21 مدنياً على الأقل هم: 12 في حمص و6 في درعا بينهم فتى (13 عاماً), و2 في حماة, وواحد في ادلب.