لندن، بيروت، دمشق - «الحياة»، اب، ا ف ب - يستأنف وزراء الخارجية العرب بعد ظهر اليوم في مقر الجامعة العربية في القاهرة اجتماع دورتهم غير العادية المفتوحة للنظر في الأزمة السورية. وقالت مصادر الجامعة ل «الحياة» إن الأمين العام الدكتور نبيل العربي سيعرض على الوزراء تقريرا شاملا حول اتصالاته مع المعارضة السورية ومشاوراته مع الحكومة والرسائل التي وصلته من وزير الخارجية وليد المعلم ومندوب سورية الدائم لدى الجامعة حول تنفيذ خطة العمل العربية. وكانت الجامعة تلقت رسالة من وزير الخارجية السوري اكد فيها استمرار الالتزام بخطة العمل العربية والانتهاء «خلال أسبوع من تنفيذ معظم بنودها». وأشارت الرسالة إلى أن مندوب سورية الدائم لدى الجامعة سيطلع وزراء الخارجية العرب على الخطوات التي اتخذت في هذا الصدد. وتوقعت المصادر أن تقطع سورية الطريق على الدعوات الى تجميد عضويتها باعلان مندوبها السفير يوسف أحمد ترحيب بلاده باستقبال مراقبين عرب. وعقد مساء أمس اجتماع تشاوري في أحد فنادق القاهرة للجنة الوزارية العربية لحل الازمة السورية، برئاسة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني حضره وزراء خارجية مصر والسودان وسلطنة عمان والجزائر والأمين العام للجامعة. وبحسب مصادر مقربة من الاجتماع فإن التوجه العام لدى اللجنة هو ان تقترح على الاجتماع الوزاري الموسع اليوم الطلب من دمشق الموافقة على إرسال مراقبين عرب ودوليين للاطلاع على خطوات تنفيذ الخطة العربية، والتشديد في قرار جديد على التنفيذ الأمين والفوري لخطة العمل العربية أو فرض عقوبات على النظام السوري علي رأسها تجميد العضوية في الجامعة. وكان العربي التقى أمس وفدين من ممثلي المعارضة السورية، الأول من «الهيئة العامة للثورة» السورية، والثاني عن «المجلس الوطني». واتفق أعضاء الوفدين على ضرورة قيام الجامعة بتجميد عضوية سورية. وقالت عضو المكتب التنفيذي للمجلس الدكتورة بسمة القضماني ل «الحياة» إن الوفد عرض مطالب محددة على العربي هي: تجميد العضوية، فرض عقوبات، تأمين حماية المدنيين بكل الوسائل المشروعة، وإرسال مراقبين عرب ودوليين إلى سورية. وشددت القضماني على حماية المدنيين في المقام الأول. وأعربت عن الحاجة الى الاستعانة بوسائل دولية من خلال مجلس الامن لحماية المدنيين اذا كانت الوسائل العربية غير كافية. وصرح رئيس وفد «الهيئة العامة للثورة» خليل حاج صالح للصحافيين عقب اللقاء مع الامين العام بأن الوفد تقدم بمذكرة للجامعة توضح أن النظام السوري افرغ كل ما طرح عليه من مبادرات سياسية من مضامينها الفعلية الملموسة. وأكدت المذكرة تزايد أعداد القتلى في الوقت الذي استمرت آلة النظام العسكرية والامنية و»شبيحته» في الحاق الدمار والخراب بالبنية المادية والاجتماعية للشعب السوري. وطالبت المذكرة الاشقاء العرب بضرورة العمل على حماية ارواح السوريين. كما طالبت المذكرة الاجتماع الطاريء اليوم بتجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية وكافة منظماتها وطرد سفرائه من العواصم العربية، والاعتراف ب»المجلس الوطني» ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب السوري. في هذا الوقت شهدت مختلف المدن السورية امس تظاهرات واسعة شارك فيها عشرا الآلاف، وقتل فيها اكثر من 26 شخصاً سقط اكثرهم في حمص وحماة، في ما سماه المتظاهرون «جمعة تجميد العضوية»، وذلك على الرغم من الانتشار الأمني الواسع في غالبية المدن السورية، وعمليات الجيش في حمص وحماة وريف دمشق وأدلب. وفي حمص بلغ عدد القتلى عشرة، بينهم 7 مدنيين وجندي منشق. كما قتل 3 في حماة و3 في درعا. وتحدث ناشطون عن انتشار أمني كبير في احياء عدة من دمشق، منها منطقة حي القدم، بالإضافة إلى نصب حواجز تفتيش واعتقال حوالي 20 شخصاً. وارتفع عدد القتلى في الاسبوعين اللذين انقضيا من شهر تشرين الثاني الحالي الى اكثر من 250 شخصاً، وبذلك يصبح هذا الشهر الاكثر دموية في النزاع المستمر منذ ثمانية اشهر. ويعود هذا التدهور الى انتشار السلاح في ايدي المتظاهرين بالمقارنة مع بداية الانتفاضة، وكذلك الى اتساع الانشقاقات داخل الجيش والمواجهات التي باتت شبه يومية بين قوات النظام والمنشقين.