طالبت الطواقم الطبية العاملة في المنظمات الأهلية الصحية الفلسطينية، اليوم، بتحرك المجتمع الدولي لحماية المرافق والطواقم الطبية، ومحاسبة الاحتلال الاسرائيلي على جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني وبخاصة المؤسسات والطواقم الطبية. جاء ذلك خلال المسيرة الحاشدة التي نظمها القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية بمناسبة يوم الصحة العالمي تحت شعار "نطالب بتوفير الحماية للطواقم والمرافق الصحية الفلسطينية"، والتي تقدمتها سيارت الاسعاف والطواقم الطبية بزي عملها الأبيض تحت وقع صوت سرينا الإسعاف والهتافات التي تندد بجرائم الاحتلال وممارساته بحق الطواقم والمرافق الطبية، والطالبة بضغط دولي جاد لرفع الحصار عن قطاع غزة. كما شارك في المسيرة التي انطلقت من قبالة مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة تجاه مقر منظمة الصحة العالمية سيارتي اسعاف تم تدميرهما خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة. وفي كلمة القطاع الصحي بشبكة المنظمات الأهلية، عبر الدكتور عائد ياغي منسق القطاع الصحي بالشبكة، عن بالغ القلق تجاه التدهور الحاصل المتلاحق في الوضع الصحي في قطاع غزة والذي نجم عن العدوان الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة والاستهداف المتعمد للطواقم والمرافق الطبية حيث سقط خلال الحرب الأخيرة على القطاع ستة عشرة شهيدا من الطواقم الطبية، كما أصيب ثمانية وثلاثون آخرون وألحق الضرر والدمار الكلي والجزئي بثلاثة وثلاثين مركز رعاية صحية وسبعة مستشفيات وخمس عشرة سيارة اسعاف. وأوضح الدكتور ياغي، التبعات الخطيرة للعقوبات الجماعية التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي من خلال استمرار فرض الحصار المشدد وإغلاق المعابر ومنع إدخال معظم المواد الأساسية التي يحتاجها قطاع غزة الذي تعرض لعملية تدمير منظم. كما أشار الى الواقع الصعب للمرضى في قطاع غزة وبخاصة الذين يحتاجون للعلاج في الخارج وحرموا من مغادرة القطاع، بسبب الحصار الإسرائيلي الأمر الذي أدى إلى وفاة أكثر من 315 مواطناً في ظل احتمالات تزايد أعداد ضحايا الحصار. وأكد ياغي، أن الحصار والعدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد بحق شعبنا الفلسطيني يعتبر جريمة ضد الإنسانية وخرقاً فاضحاً لكافة المعاهدات والاتفاقيات، وخاصة حقه في الصحة، محذراً من استمرار تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية في قطاع غزة بسبب استمرار تداعيات الحصار والعدوان الإسرائيلي. وأشاد ياغي باسم القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية، بالجهود الجبارة والمباركة لكافة الطواقم الطبية التي عملت وتعمل من أجل القيام بواجبها الانساني تجاه المرضى على الرغم من ظروف العدوان والحصار وتبعاتهما. وقام اعضاء القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية بتسليم السيد محمود ضاهر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة، مذكرة طالبوا خلالها بالتحرك العاجل من أجل ممارسة الضغط على إسرائيل كدولة احتلال من أجل وقف كافة أشكال العدوان ضد الشعب الفلسطيني وفتح المعابر والسماح بحرية حركة الأفراد، وبخاصة المرضى وتزويد قطاع غزة بكافة احتياجاته. كما دعت المذكرة المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والانسانية، وبخاصة منظمة الصحة العالمية العمل الجاد من أجل محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه بحق الشعب لفلسطيني، وبخاصة جرائمة بحق الطواقم والمرافق الطبية، ووضع آليات حقيقية لحماية الطواقم والمرافق الصحية الفلسطينية وضمان سلامتها وحرية عملها في القيام بواجبها الإنساني. وأكدت المذكرة على ضرورة توفير الدعم اللازم من أجل بناء وتطوير النظام الصحي الفلسطيني وتعزيز قدراته. وفي كلمته قال ضاهر: إن منظمة الصحة العالمية تحتفل اليوم بيوم الصحة العالمي وتركز على الاهتمام بالمراكز الصحية والعاملين بها، حيث لا يمكن تقديم خدمات صحية للشعوب بدون مرافق صحية أمنة وأن يكون أمناً للعاملين الصحيين. وأضاف أن منظمة الصحة العالمية، تطلق اليوم فعاليات لعام كامل يدعو إلى حماية العاملين الصحيين والمرافق الصحية سواء من الأخطار الطبيعية أو أخطار الحروب والطوارئ. واكد انه لا يمكن للطواقم الطبية العاملة سواء في الميدان وفي المراكز الصحية القيام بواجبها وتقديم الخدمات الطبية دون ان تتوفر لهم الحماية اللازمة التي كفلتها لهم المواثيق والمعاهدات الدولية وبخاصة اتفاقئة جنيف الرابعة. وأشار ضاهر الى ان منظمة الصحة العالمية تابعت اثناء الحرب في قطاع غزة عن كثب تداعيات الأوضاع، وبخاصة الاعتداءات التي تعرضت لها الطواقم والمرافق الطبية.