العميد سعد زايد : كشف العميد متقاعد سعد زايد، قائد بقوات الحرس الجمهوري، ان الرئيس السابق حسني مبارك كان على علم بدخول الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الكويت، على عكس ما هو معلن، مشيرا الى أنه استمع لحديث بين مبارك وصدام أثناء افتتاح مترو الأنفاق حول الموضوع، طالب فيه مبارك صدام بالاسراع في «انهاء الموضوع». زايد كان يرافق الرئيس السابق في تحركاته، وأيضا في ملعب الجولف، حيث كان مبارك يقضي وقتا طويلا، وفي حواره مع «اليوم السابع» قال زايد ان ضباط الحرس الجمهوري كانوا يبتعدون عن حراسة سوزان ثابت، حرم الرئيس السابق، لأنها كانت حادة الطباع، ومن الممكن ان تضر بعضهم.كما روى بعض المواقف عن اختيار الوزراء. * كنت قائدا بالحرس الجمهوري.. هل كانت لك علاقة بتأمين أسرة الرئيس السابق حسني مبارك؟ - في فترة السادات كان تأمين الرئيس ونائبه، أما في عصر مبارك فلم يكن هناك نائب لذا انصبت الحراسة على أسرته، وبالنسبة لحرم الرئيس السابق الملقبة بالهانم، لم يكن يقبلها أحد من الحرس، وكنا كضباط نحاول ان نبتعد عن حراستها، لأنها لم تكن مريحة في التعامل ولا ترغب في وجود الحرس معها في نفس المكان، وأن يكونوا خارج مجلسها حتى في الزيارات الخاصة، بالاضافة الى أنها كانت حادة الطباع، ومن الممكن ان تضرهم، على سبيل المثال لا الحصر ما عرف بمذبحة الشرطة في رئاسة الجمهورية، حيث أقالت 10 ضباط شرطة دفعة واحدة عندما أخل أحدهم ببعض مراسم الضيافة مع أحد ضيوفها، فأمرت باستبعادهم جميعا. * كنت حاضرا في الصورة أثناء افتتاح مترو الأنفاق مع أربعة من الرؤساء العرب في كابينة السائق.. ما قصة هذه الصورة؟ - كنت موجودا معهم بغرض التأمين والحراسة في افتتاح المترو، وأثناء الركوب كنت ملاصقا للسائق، وكان معي الرئيس السابق مبارك، وعلي عبدالله صالح رئيس اليمن، والرئيس العراقي صدام حسين، والملك حسين ملك الأردن، بعد اعلان اتحادهم في مجلس التعاون العربي، وكان اللقاء سابقا لغزو العراق للكويت بفترة قصيرة.. يومها كان مبارك يتحدث مع صدام ويقول له: «يا أبو عدي عايز الموضوع يخلص بسرعة وتاخد حقك وترجع المياه لمجاريها»، ولكن حاولت عدم الاستماع لأن الكلام كان خطيرا جدا، وعرفت ان مبارك كان على علم بالغزو، على عكس ما قيل بعد ذلك. * كنت ترافق مبارك في ملعب الاسكواش.. هل كانت هناك مواقف تتذكرها؟ - في الملعب اتخذ مبارك قرارات ترقيات القوات المسلحة والتعيينات، ومن أشهر المحافظين اللي كانوا يسألون دائما عن حركة المحافظين د.عبدالمنعم عمارة. وهناك موقف عجيب لكن مش في الاسكواش ويتعلق بأحد الوزراء، ووقتها كانت خدمتي على باب مكتب الريس بمقر الرئاسة بروكسي لتأمين الدخول والخروج، وكان فيه تغيير وزاري والوزراء بيدخلوا لحلف اليمين، ومنهم الوزير الأسبق فاروق حسني، وبعد خروجه فوجئت بأحد القيادات الأمنية يدخل مسرعا على الريس ومعاه ظرف، وسمعت الريس بيزعق وبيقول «ازاي الكلام ده انتوا بتهرجوا بعد ما حلف اليمين جايبين الصور والتقرير»، وعرفت بعد كده انه تقرير خاص بوزير الثقافة، وقلنا هيمشي في أول تعديل، ولكنه استمر 23 سنة. * كانت لكم حادثة شهيرة مع الرئيس السابق بحضور قيادات الحرس وتحدثت اليه وجها لوجه؟ - حدث ذلك أثناء افتتاحه لنادي الحرس الجمهوري، وبعد الافطار الجماعي مع قوات الحرس تحدث معنا عن أحوال البلد، وقال «عايز أعرف الدنيا ماشيه ازاي والناس بتتكلم في ايه» وبدأ يشرح الموقف الدولي واقتصاد البلد، ثم طلب الاستماع لنا، طلبت الأذن بالحديث، قلت له: «سيادتك في شرحك للموقف الدولي اتكلمت عن القوانين الدولية اللي بتقف عقبة أمامنا مع اننا عندنا قانون أسمى وهو الشريعة الاسلامية، وهو قانون الهي يصلح لنا كل حاجة»، وكان رده «احنا لو طبقنا أحكام الشريعة الاسلامية مش هيدونا معونات»، ورديت عليه بأننا مش محتاجين لمعوناتهم، وساعتها شعرت أنني دخلت في منطقة محظورة وسط ذهول الحاضرين، وكان رده سريعا وقال «كويس انك اتكلمت في هذا الموضوع» وبدأ يشرح مخاطر تطبيق الشريعة الاسلامية، وسألني: «أنت متجوز؟» قلت له لا، وقال: «تعرف ازاي بيتم اثبات جريمة الزنا؟» قلت بأربعة شهود، قال ندخل على السرقة، وجزاؤها قطع اليد، قلت له لكن بشروط، ثم تابع قائلا: «لو واحد بيكرهك وجاب شهود على ان ابنك سرق وقطع ايده»، وكان ردي عليه لابد من اجراء تحقيق، وجاء رده مفاجئا بقوله: «لو عملنا كده هنقطع أيادي البلد كلها، لأن كله مرتشي»، وأشار الى مؤسسة مهمة، والردود كلها مسجلة في الرئاسة، والحكاية شهيرة جدا ومش مستخبية، وأثناء مغادرته سمعته بيقول لقائد الحرس «شوفوا لي الواد بتاع الشريعة الاسلامية ده ايه حكايته». وبعد هذه القصة أمر بعمل تحريات أمنية خاصة عني استمرت لمدة 6 أشهر وأخبرني بها اللواء علي سليم، رئيس مجموعة الحرس الجمهوري في ذاك الوقت، ولولاه كنت اترميت في السجن، ولم يكتف الرئيس السابق بذلك بل أمر بطلوعي معه يوميا خدمة اسكواش من 12 ظهرا ل6 مساء، حيث كان يستقبل أصدقاءه من المقربين، واستمر هذا الحال لمدة 6 أشهر وبعدها أبلغني اللواء رضا سالم، قائد الحراسة الخاصة، ان التقرير بتاعي اتعرض على الريس ولم يسفر عن شيء، وانتهت القصة على كده، ولكنها أصبحت في ملفي، وعلى أثرها تم التخلص مني على رتبة عميد، واخراجي من الخدمة في سن مبكرة دون أسباب معلومة. * هل كان رد فعلك تجاه حديث مبارك ومطالبته بتطبيق الشريعة راجعا لانتمائك لأحد التيارات أو الجماعات الدينية؟ - اطلاقا، ولكن بحكم انتمائي لأصول ريفية، فأنا ابن قرية كفر سلمون حمادة بالبحيرة، وما يعرف عن الريف بالتربية والنزعة الدينية، خاصة ان والدي من رجال الأزهر، وحفظت القرآن في كتّاب القرية، وكلها نوازع دينية فطرية، وفي لحظة صراحة دعانا اليها الرئيس وكل ما كان يعنيني هو قول الحق، مع اعتبار حداثة السن والثقة الكبيرة بالنفس التي حصلنا عليها بعد انتصارنا في حرب أكتوبر، والحرس الجمهوري كله شاهد على ما حدث، ومنهم اللواء نبيل عبدالموجود قائد المنصة وقت اغتيال السادات، واللواء حمزة التوني وكيل وزارة التموين حاليا، واللواء جلال سليم، واللواء عزت كيلاني، وبالطبع اللواء علي سليم رئيس مجموعة الحرس، وقد عمل بعدها في عدة مناصب مدنية، منها رئاسة حي الزيتون، وسكرتير عام محافظة بني سويف، واللواء جمال عبدالصادق مساعد وزير الاسكان السابق وكان عميدا في ذلك الوقت، وقال لي: «ينصر دينك انت قلت اللي احنا عايزين نقوله»، وانصرف مسرعا. * البعض تحدث أخيرا عن ضلوع مبارك في حادث المنصة واغتيال الرئيس السادات؟ - هذا الكلام عار تمام من الصحة، فهو أقرب واحد للسادات، ولا يفصل بينهما في الجلوس أكثر من عدة سنتيمترات، والرشاش بيضرب من فوق العربة الكراز، والقنابل بتترمي على المنصة، ومهما كان مستوى الضارب فمن الوارد اصابته. * ما أشهر الشخصيات التي قمت بتأمينها أثناء فترة السادات؟ - بعد قيام الثورة الايرانية تم اختياري لتأمين الشاه وأسرته أثناء فترة وجودهم في مصر، وقاموا بتأجير قصر القبة كمكان لاقامتهم، وكان هذا شيئا غريبا بالنسبة لنا.