قال سألته عن الإجرام الذي يُرتكب ضد الليبيين فاعترف بالخطأ: كشف الشيخ سلمان بن فهد العودة عن اتصال سيف الإسلام القذافي به أمس، وقال العودة في حديثه إلى قناة "الجزيرة": لقد قلتُ له ما هذا الإجرام والمجازر التي ترتكبونها؟ فاعترف بأنهم ارتكبوا خطأ جسيماً، وحاول أن يبرر بأن إعلامهم ضعيف، وأن الإعلام العالمي كله ضدهم. وأضاف الشيخ العودة بأن لغة الطغيان كلها واحدة، وأن ليبيا الآن تنعتق من الظلم، وأن العلماء هناك أعلنوا انحيازهم للشعب الليبي. وقال الشيخ سلمان العودة إن النظام الليبي مارس الإجرام ضد شعبه طوال السنوات الماضية، وإن ملفات سابقة سوف تُفتح للقذافي ونظامه، إضافة إلى المجازر الحالية التي يرتكبها. واستهجن "العودة" لجوء النظام الليبي إلى المعاني الدينية الآن في خطابه، وقال "هذا خطاب بائس". مضيفاً "إنه لجأ إلى هذه المعاني الدينية عندما أدركه الغرق فقال آمنت". وطالب الشيخ العودة بأن يتدخل الخطاب الديني الرشيد لتحقيق أمل الشعب في التخلص من هذا النظام. وأضاف بأن رجال الشريعة وعلماء ليبيا الملتزمين، ومن أبرزهم الشيخ صادق الغرياني الذي يُعدُّ أكبر فقيه في ليبيا والمفتي الذي يثق به أغلبية الشعب هناك، أعلنوا وجوب الخروج على القذافي ونظامه. وكان للشيخ الغرياني انتقادات على القذافي والمخالفات التي يرتكبها في السابق. واستهجن الشيخ العودة من يخرجون الآن مع القذافي ويؤيدون أفعاله، وقال: "ماذا يقول هؤلاء بعد سقوطه؟". وعن الواقع العربي يقول الشيخ العودة: "الواقع العربي واقع هشيم، وإن شرق أوسط جديداً بدأ يتشكل الآن، أساسه وعي الشعوب العربية". وأضاف "أتمنى أن تدرك الحكومات الفجوة بينها وبين الشعوب؛ فالإعلام الآن مفتوح وينقل كل شيء، وهناك من لا يدركون ذلك". وقال: "الشعب الليبي صبر طويلاً؛ فقد نُهبت ثرواته ومورس عليه القتل والعدوان سنوات طويلة". ودلل الشيخ العودة بما حدث في سجن "أبو سليم" الليبي، الذي قتل فيه نظام القذافي أكثر من 1200 شخص، والنظام اعترف بذلك. وأضاف بأن هناك مشايخ ودعاة اختفوا في ليبيا. وقال الشيخ العودة إن القذافي بدد ثروات شعبه في أوروبا وإفريقيا، وإن القذافي أدخله في أزماته الشخصية هو وأولاده، وعادى الجميع، ولن يجد أحداً الآن يقبله إذا رحل عن ليبيا. وأكد الشيخ العودة أن ليبيا بلد إسلامي كله، ومذهب الأغلبية الكبيرة فيه "المالكية"، وهناك وحدة وتفاهم وانسجام بين أبناء الشعب الليبي الذي لا يُخاف عليه، وأن الوضع القادم بعد رحيل القذافي سيكون أفضل وصحياً بإذن الله. ورفض العودة تماماً التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، وقال: "الشعب الليبي سيرفض ذلك، ولكن يجب أن يمارَس الضغط الدولي على القذافي ليوقف هذه المجازر ويستجيب لرغبات شعبه".