أكد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة في مؤتمر صحفي مشترك بالمنامة مع وزير خارجية الإمارات، اليوم الخميس 17-2-2011، أنه "لم يتدخل أي جيش من بلد خليجي" للمساعدة في مواجهة الاحتجاجات، وأكد أن قوة الدفاع (الجيش) "لم توجه سلاحها ضد المواطنين"، وجاء ذلك ردا على صحفية أكدت حدوث "مجزرة" من قبل قوات الجيش أثناء محاولة إخراج المعتصمين من دوار اللؤلؤة بالعاصمة. وحذر بيان وزراء خارجية دول الخليج، الذين اجتمعوا مساء الخميس في المنامة، من تدخل الدول الإقليمية في الأزمة الناشبة في البحرين. وقال وزير الخارجية إن "شيعة البحرين ولاءهم للبحرين"، وطلب ألا يتم استباق نتائج لجنة التحقيق التي قرر ملك البحرين تشكيلها للتحقيق في حالات الوفاة. وأضاف "أن المظاهرات كانت يوم 14 فبراير/شباط سلمية، ولكن وفاة مواطن في نهاية اليوم، ووفاة ثان أثناء التشييع في اليوم التالي صعد من الأحداث"، وقال إن "الشرطة تحركت لمنع الانزلاق إلى الطائفية". وردا على سؤال لمراسلة الأسوشيتد برس حول اقتحام الجيش لخيام المتظاهرين في الساعة الثالثة فجرا بدوار اللؤلؤة، قال وزير الخارجية إنه "الوقت الملائم الذي تقل فيه أعداد المتظاهرين"، ولكنه انتقد "حدوث أخطاء في التعامل مع المتظاهرين داخل الخيام". وفي وقت سابق، قال الناطق الرسمي باسم القيادة العامة لقوة دفاع البحرين اليوم الخميس إن الجيش سيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لبسط الأمن، وناشد المواطنين عدم التجمهر في المناطق الحيوية بوسط العاصمة، بحسب وكالة رويترز. وشدد الناطق في الكلمة التي نقلها التلفزيون على اتخاذ كافة التدابير الصارمة والرادعة لبسط الأمن والنظام العام وتحقيق الاستقرار. وقد عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اليوم الخميس في المنامة اجتماعا استثنائيا لتأكيد دعم المجلس للمملكة التي تشهد تظاهرات احتجاجية مطالبة بالتغيير. وقتل أربعة أشخاص وأصيب العشرات بجروح خلال مواجهات بين متظاهرين معتصمين في دوار بوسط المنامة، وقوات مكافحة الشغب البحرينية. بحسب ما أعلنت عائلات الضحايا والمعارضة الخميس، نقلا عن تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وأفاد شهود عيان، أمضوا الليل في دوار اللؤلؤة، أن شرطة مكافحة الشغب أغارت فجأة لتفريق المعتصمين، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، لكن أيضا، بحسب المعارضة، الرصاص المطاطي والانشطاري. وكان قتيلان سقطا في بداية حركة التظاهرات يومي الإثنين والثلاثاء، ما يرفع الحصيلة الإجمالية للحركة الاحتجاجية في البحرين إلى ستة قتلى. وأكد النائب علي الأسود، العضو في جمعية الوفاق التي تمثل أكبر تيار شيعي بحريني، أن 95 شخصا على الأقل أصيبوا بجروح، بينهم من إصاباتهم خطرة. ووجه الأسود نداء عاجلا لإسعاف المصابين، متهما قوى بالأمن ب"منع إسعاف المصابين" في الدوار. ويلبي المحتجون منذ يوم الإثنين دعوات ناشطين على الإنترنت لقيام "ثورة" في البحرين من أجل الاصلاح السياسي، والافراج عن معتقلين شيعة، ووقف "التجنيس الساسي"، في إشارة إلى اتهامات يوجهها شيعة للحكومة بتجنيس أشخاص من الطائفة السنية لتغيير التوازنات الطائفية في المملكة ذات الغالبية الشيعية. وصعّد بعض الناشطين المطالب، وباتوا ينادون "باسقاط النظام". من ناحيته، صرح العميد طارق حسن الحسن، المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية بأن "قوات الأمن العام قامت صباح اليوم (الخميس) بإخلاء منطقة دوار اللؤلؤة من المتجمهرين والمعتصمين فيه، وذلك بعد استنفاد كافة فرص الحوار معهم، حيث استجاب البعض منهم وغادر بهدوء، بينما رفض آخرون الامتثال للقانون، الأمر الذي استدعى التدخل لتفريقهم". وأوضح في تصريح لوكالة الأنباء البحرينية أن "الأمن حرص طوال الفترة الماضية على ضبط النفس، والتواصل مع عدد من الشخصيات العامة للتباحث مع المعتصمين والمتواجدين بالدوار من أجل فض تجمعهم بالطرق السلمية للوصول إلى أفضل السبل التي تضمن ممارسة قانونية منضبطة في ظل دولة المؤسسات". وفي ردود الفعل الدولية، دعا البيت الأبيض الأربعاء السلطات في البحرين إلى احترام حق مواطنيها في التظاهر بطريقة سلمية. بدورها دعت بريطانيا "جميع الأطراف" في البحرين، إلى "التحلي بضبط النفس وعدم اللجوء إلى القوة" أثناء التظاهرات المناهضة للحكومة.