قبيل "الغضب الليبي" تتأهب ليبيا لأن تشهد احتجاجات في أنحاء البلاد الخميس بعدما دعت مجموعات معارضة إلى "يوم الغضب" ضد الزعيم معمر القذافي ،فيما افادت مصادر ليبية بمقتل اربعة اشخاص واصابة العشرات في مواجهات دارت في وقت متأخر من مساء الاربعاء بين قوات الامن ومتظاهرين "رفعوا شعارات معادية" للنظام في مدينة بنغازي شرق ليبيا. وأكد شاهد العيان عبد الرحمن البيضاوي في تصريحات لقناة "الجزيرة" أن الشرطة أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين بعد أن حاصروا مقر الأمن الداخلي في المدينة. وقال شاهد عيان آخر أن المتظاهرين رددوا شعارات تطالب بإسقاط النظام كما قاموا بإحراق مقر وسيارة للشرطة. وقالت منظمة "ليبيا ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان ومقرها في لندن ان "قوات الامن الداخلي ومسلحي اللجان الثورية فرقوا تظاهرة سلمية للشبان في مدينة البيضاء مستخدمين الرصاص الحي" ما ادى الى "مقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة عدة اخرين". واشارت مواقع معارضة اخرى بينها موقع "ليبيا اليوم" ومقره في لندن الى سقوط اربعة قتلى من المتظاهرين بالرصاص الحي. ونقلت منظمة "هيومن رايت سوليداريتي" التي يوجد مقرها في جنيف عن شهود قولهم ان قناصة متمركزين على السطوح قتلوا 13 متظاهرا واصابوا عشرات اخرين بجروح. من جهة اخرى ، اندلعت مظاهرات امس في زنتان جنوبطرابلس ، واحرق المتظاهرون مقار حركة اللجان الثورية والأمن الداخلي في المدينة. وبدورها قالت صحيفة "قورينا" المقربة من سيف الاسلام نجل معمر القذافي ان "الفعاليات الشبابية" الموالية للزعيم الليبي "انهت ليلة البارحة مواجهات قصيرة مع مجموعة من محاولي زعزعة الاستقرار قاموا بالتظاهر في ميدان الشجرة في وسط مدينة بنغازي، ورفعوا شعارات معادية لنظام سلطة الشعب". ودارت اشتباكات بين الطرفين تدخلت قوات الامن لتفريقها، بحسب الصحيفة. وتأتي الأحداث السابقة قبل يوم من مظاهرات أطلق عليها "يوم الغضب" أو انتفاضة "17 فبراير 2011" ودعا إليها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس بمناسبة الذكرى الخامسة لمظاهرات بنغازي عام 2005. دعوات أمريكية واوروبية : من جهتها ، دعت الولاياتالمتحدة ليبيا إلى الاستجابة لتطلعات شعبها وذلك إثر المواجهات التي دارت بين قوات الأمن الليبية ومتظاهرين والتي أوقعت عشرات الجرحى. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله: "إن دول المنطقة تواجه المشاكل نفسها في مجال الديمغرافيا والتطلعات الشعبية والحاجة إلى إصلاحات". كما دعت بريطانيا "جميع الأطراف في ليبيا إلى التحلي بضبط النفس وعدم اللجوء إلى القوة" أثناء المظاهرات المناهضة للحكومة. وقال أليستر بيرت وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط وإفريقيا "نحن نشعر بالقلق إزاء المعلومات التي ترد الينا حول توقيف ليبيين دعوا إلى التظاهر أو أعربوا عن آرائهم في وسائل الإعلام، وأدعو الحكومة الليبية إلى احترام حق التجمع سلميا وحرية التعبير". من جهته، دعا الإتحاد الأوروبي السلطات الليبية إلى "سماع أصوات المحتجين"، و"الإمتناع عن إستخدام القوة ضدهم"، حسبما نوهت الأربعاء مايا كوسيانيتش، المتحدثة باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. في هذا الصدد، أشارت المتحدثة باسم آشتون، إلى أن الإتحاد الأوروبي "يراقب عن كثب" تطورات الوضع الليبي، و"نتعامل مع الوضع الليبي مثلما تعاملنا مع غيره في البلدان العربية، من حيث التشديد على ضرورة السماح لمنظمات المجتمع المدني بالتعبير والعمل بحرية". وكانت اشتباكات قد وقعت في ساعة متأخرة من مساء الاثنين بمدينة بنغازي بين مئات المتظاهرين من جهة وقوات الشرطة وعناصر مؤيدة للحكومة من جهة أخرى مما أسفر عن إصابة 38 شخصا. ومن جانبها ، دعت منظمة العفو الدولية السلطات الليبية إلى "وضع حد لقمع التظاهرات" التي تشهدها البلاد حاليا في إطار التحركات الاحتجاجية، التي اندلعت مؤخرا في العديد من دول المنطقة ضد أنظمة الحكم الاستبدادية فيها. وقالت المنظمة التي تدافع عن حقوق الإنسان في بيان نشرته في لندن، حيث مقرها أنه "ينبغي على السلطات الليبية السماح بالتظاهرات السلمية وألا تحاول قمعها". اللجان الثورية : وفي المقابل ، بث التليفزيون الليبي مقاطع لعشرات من أعضاء حركة اللجان الثورية بمدن ليبية مختلفة تهتف بحياة الزعيم معمر القذافي وتتوعد "الجزيرة" والمناوئين للقذافي بالمواجهة والقضاء عليهم ومن شعاراتهم "يا جزيرة يا حقيرة.. القائد ما نبو (نريد) غيره". وقال التليفزيون الليبي إن تجمعات حاشدة خرجت الاربعاء في مختلف أنحاء البلاد ومنها مدن طرابلس وسبها وسرت تأييدا للزعيم معمر القذافي. ومن جانبه ، قال مصدر رسمي في حركة اللجان الثورية إن الحركة لن تسمح لمجموعة "تتحرك في الليل" بالعبث بأمن ليبيا واستقرارها. وتأتي الدعوات للتظاهر في ليبيا بعد سلسلة من المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها المنطقة العربية مؤخرا، والتي نجحت في دفع الرئيسين السابقين التونسي زين العابدين بن علي والمصري حسني مبارك الى التنحي، قبل أن تمتد إلى الجزائر واليمن والبحرين. ويذكر أن الزعيم الليبي معمر القذافي يحكم البلاد منذ أكثر من 40 عاما.