أدى غياب الرقابة عن أسواق زيوت السيارات في الأسواق المحلية، إلى استمرار ارتفاع أسعارها على المستهلك النهائي على الرغم من تراجع سعر الزيت الأساسي النقي (بيرجن أويل500)، والمواد الداخلة في تلك الصناعة عالمياً من نحو 1500 دولار للطن إلى 600 دولار مما يعني انخفاض التكلفة على المصنعين بنحو 30 في المائة. ويؤكد ل "الاقتصادية"مختصون أن تراجع التكلفة على المصنعين جاء بفعل الانتكاسة العالمية التي شهدتها سوق النفط ومشتقاته، مؤكدين أن التلاعب في السعر يتم من خلال الباعة لتلك الزيوت في السوق المحلية الذين يرغبون في كسب أكبر قدر من المال دون المبالاة بتراجع الأسعار – على حد قولهم-. ويشير المختصون إلى أن الارتفاعات التي لحقت بأسعار زيوت السيارات في الأعوام الماضية، جاءت بفعل الارتفاع الكبير في أسعار المواد الإضافية المستوردة، مما انعكس على أسعارها محلياً. إلى ذلك، أوضح ل"الاقتصادية" أحمد بامقدم مدير إحدى المؤسسات الخاصة بزيوت السيارات، أن سعر كرتون الزيت في الأسواق المحلية خصوصا ألترا سفن وسوبر جي تي وشل وموبيل إكس إتش بي وكاسترول تراجع من 310 ريالات إلى ما بين 220 و240 ريالا مما يعني انخفاضاً بقيمة تبلغ نحو90 ريالا في الكرتون، أي بنسبة تقدر ب 29 في المائة. وأشار بامقدم إلى أن برميل زيت الماكينة ديزل 40 السوبر الذي يسع 208 لترات كان يباع ب1600 ريال، وانخفض حاليا إلى 1200 ريال أي ما نسبته 30 في المائة، مضيفاً " زيت شل كان يباع الكرتون منه ب270 ريالا، في حين وصل سعره في الأسواق حاليا ب 220 ريالا، بينما بلغ سعر زيت إكسترا بترومين نحو 215 ريالا، وشل وفوكس سوبر جيتي 220 ريالا، وألترا سفن ب 265 ريالا. وتابع المختص قائلاً:" سعر كرتون الزيوت يصل إلى المشاحم بنحو 245 ريالا، ومن الطبيعي أن تتراجع أسعار العلب في الأسواق والمشاحم بما لا يقل عن أربعة ريالات للعلبة". وقال بامقدم "ربما لا يلتزم الباعة في المحال بتراجع الأسعار، في الوقت الذي زادت فيه التكاليف التشغيلية عليهم، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على السلعة الأساسية المباعة، ومن الضروري أن يعي المستهلك قيمة السلع الاستهلاكية عامة والزيوت بشكل خاص، وبالتالي يكون لديه إلمام بأسعارها جملة ومفردة، ليتفادى عمليات الاستغلال". وأبان أن هناك وعيا لدى المستهلكين في الوقت الحالي، حيث لوحظ انتشار ظاهرة الشراء بالكرتون والاكتفاء فقط بتغيير الزيت، متمنياً أن يشكل المستهلك أداة ضغط على المحال كي تتفاعل وتخفض أسعارها. يذكر أن النفط عقب تكريره يتم استخراج زيت الأساس النقي (بيرجن أويل 500) الداخل في صناعة زيوت السيارات والذي تراجع بنسبة 30 في المائة، ويتم خلطه بمواد إضافية مستوردة تدخل في صناعة الزيوت، ولاسيما زيت ناقل السرعات (القير) والمحرك (الماكينة). واستقرت أسعار الزيوت في الأسواق والمشاحم على سعر 16 ريالا للعلبة، ولم تتقيد كثيرا منها بالانخفاض رغم تراجع المواد الأساسية الداخلة في صناعة الزيوت. وقال ل"الاقتصادية" مراد أحد بائعي الزيوت في الرياض " نخفض أسعارنا لزبائننا المعروفين، لا نقصر بحقهم في الأسعار، أما إذا كان زبونا جديدا فيتم التعامل معه وفقا للتسعيرة الأولى (أي ب 16 ريالا)". وتباينت أسعار زيوت محركات السيارات في السوق المحلية خصوصاً في أسواق العاصمة خلال الأشهر الأربعة الماضية، وذلك في ثلاثة مواقع مختلفة وشهيرة، في الوقت الذي تشهد فيه زيوت السيارات التي تعمل ب" البنزين" ارتفاعات متواصلة، حيث يبلغ سعر علبة الزيت 16 ريالا، ولا يزال بهذا السعر رغم التراجع العالمي، بزيادة بلغت 6 في المائة. "الاقتصادية" رصدت قبل نحو خمسة أشهر أسعار محال تبيع زيوت السيارات وكان الموقع الأول هو شارع علي بن أبي طالب في حي العويضة الشهير في الصناعية القديمة، إذ بلغ سعر كرتون زيت السيارات والذي يحتوي على 24 علبة من نوع شل سوبر 260 ريالا، ما يعني أن سعر الحبة عشرة ريالات، فيما وصل سعر المفرد من الزيت نفسه إلى 12 ريالا. في حين وصل سعر كرتون زيت السيارات من نوع جيتي فوكس 250 ريالا بالجملة، فيما بلغ سعر العلبة الواحدة منه 11 ريالا، بينما شهد زيت سوبر بترومين 10 في 30 ارتفاعا بنسبة 5 في المائة، وبلغ سعر الكرتون 290 ريالا مقارنة ب 260 ريالا قبل نحو شهرين، ما يعني أن سعر العلبة منه ربما تصل إلى 13 ريالا، إلا أنها شهدت خلال هذه الأيام تراجعا في أسعارها. في حين تراوحت أسعار علب الزيوت بالمفرد في الموقع الثاني وهو حراج ابن قاسم على الدائري الجنوبي من العاصمة بين ثمانية و12 ريالا حسب نوع الزيت، غير أن أجودها لم تتجاوز 12 ريالا، في الوقت الذي يشكك فيه الكثير من الناس مدى صلاحيتها وتاريخ انتهائها، لكن بحسب عاملين في السوق أكدوا أنها صالحة وجيدة وعلى عكس ما يتوقعه المستهلكون.